والقوات التي انضمت إليها من الصليبيين، ومات من الفريقين المتصارعين ما يزيد على العشرين ألفا. وسقط محمد بن الحسن الحفصي أسيرا. فأرسله سنان باشا إلى إستانبول حيث قضى نحبه. وانقرضت بهذه الموقعة دولة (بني حفص) بعد أن حكمت البلاد التونسية والكثير من بلاد الجزائر الشرقية لمدة تزيد على الثلاثمائة والسبعين سنة، كانت في أولها وفي وسطها منار علم وحضارة أضاءت لها سماء المغرب العربي الإسلامي , وأسدل بذلك الستار نهائيا على المطامع الإسبانية في مشرق المغرب العربي - الإسلامى، ولم يبق لها بالمغرب الأوسط إلا مدينة وهران ومرساها الكبير. أما في المغرب الأقصى، فكانت الأحداث تتمخض عن صراع مرير انتهى (بمعركة الملوك الثلاثة، أو معركة القصر الكبير) والتي أدت بدورها إلى انهيار المطامع البرتغالية إلى الأبد.
يذكر هنا أن الانتصارات التي أحرزها المجاهدون في المغرب العربي الإسلامي، قد حملت الحكم الإسباني على البحث عن وسيلة تضمن لها الاحتفاظ بمواقعها في (وهران والمرسى الكبير) وذلك عن طريق صلح تعقده مع السلطان (مراد الثالث). غير أن حاكم الجزائر والقائد العام للأسطول الإسلامي (قبودان باشا قلج علي) تصدى لهذه المحاولة، وتمكن من إقناع السلطان العثماني بنظريته القائلة:(بأنه ما من صلح مع إسبانيا حتى يتم إجلاء الإسبانيين عن المواقع التي تحتلها في المغرب العربي - الإسلامي) وفشلت محاولة إسبانيا. وأكدت الجزائر المجاهدة أنها مصممة على متابعة الجهاد حتى يتم لها النصر الكامل على الأعداء.
هـ - انتصار المجاهدين في أصيلا (المغرب)(١٥٧٥ م)
كان الملك السعدي (الشريف الغالب بالله) قد سلم (حجر