ديسمبر - قرارا وسطا، ينص على ملاحظة وساطة كل من تونس والمغرب، ويعرب:(عن الرغبة في الدخول في مفاوضات، بروح من التعاون المثمر، وفي استخدام الوسائل المناسبة الأخرى، للوصول إلى حل يتفق مع أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه)، وأشارت جبهة التحرير الوطني في بيان رسمي أصدرته بعد مناقشات الأمم المتحدة إلى ارتياحها من القرار المتخذ، ولكن، وعلى الرغم من ارتياح الجبهة رسميا للقرار، إلا أنها استاءت من هزيمة مشروعها المعتدل الذي قدمته إلى الجمعية العامة، وشعرت بأن تفهم الولايات المتحدة والغرب عامة لقضيتها يسير سيرا بطيئا للغاية، وأشارت صحيفة (المجاهد) إلى أن ما تحقق كان شيئا شئيلا للغاية، وأن من الواجب المضي في الصراع المسلح، لا سيما وقد تمكنت الجبهة عن طريق - تكتيكها - من معرفة أصدقائها الحقيقيين. ووجهت (الجبهة) في كانون الثاني - يناير - ١٩٥٨ مذكرة أخرى إلى الأمين العام للامم المتحدة، أشارت فيها إلى أن فرنسا ما زالت ماضية في تجاهلها لتوصيات الجمعية العامة، وإلى أن الولايات المتحدة رغم هذا التجاهل منحت فرنسا فروضا كبيرة، وإلى أن فرنسا قد حصلت على قروض مماثلة من (صندوق النقد الدولي) ومن (اتحاد المدفوعات الأوروبي) مما يعتبر: (إسهاما من جميع هذه المصادر في الحرب الاستعمارية التي تشنها فرنسا في الجزائر). وسارت الأمور سيرا سريعا في السنة الرابعة للثورة (١٩٥٨) فقد تابعت جبهة التحرير من الناحية العسكرية معركة الحدود، وحققت انتصارات جديدة في نقل الأسلحة، واستمر تطوير التنظيم العسكري في الداخل، ولا سيما في مجال تمويل القطاعات وتحسين سبل المواصلات، بتوجيه (عبانة) الذي تنقل في جميع