فالبعض من أعضائها سقطوا في ميدان الشرف لكي تحيا الجزائر، وهم: ابن بو العيد وديدوش وابن مهيدي.
وتحققت المعجزة، ففي مدة ستة أشهر تمكنت جماعة من الرجال، منعدمي الإمكانيات العتادية والمالية، في جو يسوده التشاؤم، وبمجهودات جبارة، من ضم ثلاثة آلاف مناضل وتنظيمهم وتسليحهم وكل ذلك في سرية تامة. وفي فاتح نوفمبر، على الساعة (صفر) تم ميلاد (جبهة التحرير الوطني) والتي وجهت النداء للشعب الجزائري ولمناضلي القضية الوطنية، ولم يهمل شيء: البرنامج وإمكانيات الكفاح، والأهداف الداخلية والخارجية، وحدد لأول مرة إطار للمفاوضات المقبلة والمحتملة ولأنهم كانوا واعين بقوة الشعب الثورية، وبحقائق البلاد، ومقدرين لأهمية قوات العدو، فقد تبنى طلائعيو - رواد - الثورة الخطة العسكرية المشهورة التي عرفت باسم (القنفذ)؛ فبعد طلقة الإنذار العام، انسحبوا نحو جبال الأوراس، والشمال القسنطيني، والقبائل، وجبال الغرب الجزائري، وشرعوا في تنفيذ مهمة تنظيم الشعب والجيش، دون أن يكفوا عن مناوشة العدو. إن مجهود وضع الهيكل الثوري كان يتطلب من المسؤولين والمناضلين روحا للتضحية لا مثيل لها وتحملا لمشاق كبيرة، وإيمانا مطلقا. وتطلب الوصول إلى أهداف المرحلة الأولى حوالي سنة فقط، وواجه الشعب الجزائري المهيأ محنة يوم ٢٠ آب - أوت - سنة ١٩٥٥ الدامية، وكان جيشه الوطني للتحرير المظفر يدله على طريق النجاح. وبدأ تحقيق هدف المرحلة الثانية، وهي إقرار انعدام الأمن العام عبر جميع أنحاء التراب الوطني، وتبلورت الشبكة التنظيمية للجنة التحرير الوطني، وتنوعت أجهزتها المنسقة