بانسجام، وامتد نفوذ جيش التحرير الوطني إلى كل انحاء الجزائر، وتحول من (حرب العصابات) البسيطة إلى طور (الحرب الجزئية) وتعددت مصالحه التقنية المختصة: المعتمدية العسكرية، الدرك، المواصلات، المصالح الصحية، المخابرات الخ .. ولكونه جيشا عصريا حقيقة، فقد نما (جيش التحرير الوطني) مميزا بشخصيته وهو يواجه جيشا من أكبر جيوش العالم، وتوجت هذه المجهودات بالإجماع التاريخي لمؤتمر الصومام في ٢٠ - أوت - آب - ١٩٥٦ حيث تحقق جمع القوات، وضمان وحدة القيادة وإقرار منهج في الكفاح.
كانت بعثاتنا في الخارج، تعمل في الوقت ذاته باتصال مباشر مع الداخل، وتخوض المعركة الديبلوماسية محطمة بناية الكذب التابعة لدعاية العدو، مبرزة الوجه الحقيقي للثورة الجزائرية.
اضطر العدو للتقهقر عندما وجد نفسه مهاجما في ميدان كان يسيطر عليه وحده، ومنذ سنة والقضية الجزائرية مدرجة في جدول أعمال الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة، في حين كان الشعب الجزائري يعبر عن مساندته (لجبهة التحرير الوطني) من خلال إضراب دام ثمانية أيام، وهتف في وجه العالم بتصميمه على العيش حرا أو الموت.
إن انتصاراتنا في الداخل لها صدى في الخارج، وأصبحت هذه الانتصارات ممكنة بفضل الكفاح البطولي لشعبنا، وبفضل تضحيات أبنائه الأبرار الذين سقطوا في ميدان الشرف. إن عشرات الآلاف من الجزائريين، رجالا ونساء وأطفالا قد سجلوا أسماءهم إلى جوار أسماء (عبد القادر) و (المقراني) مشرفين بذلك تاريخ