للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد الخامس، بأن المغرب - مراكش - سوف تنظم يوما للجزائر في السادس عشر من الشهر الحالي (آذار - مارس - ١٩٥٨)، ودعا جلالته الشعب المغربي للإعراب في هذه المناسبة عن تضامنه مع الشعب الجزائري. (*).

خلال ذلك، كانت الصحافة العربية تفرد (زوايا يومية) تطرح فيها قضية الجزائر بهدف إثارة الرأي العام العربي، وتعريفه بالجوانب المختلفة لهذه القضية، وتذكيره بتاريخها، ومن ذلك ما ذكرته (صحيفة سورية) (**) قالت ما يلي:

(إن أهم الدوافع التي دفعت فرنسا إلى احتلال الجزائر تتمثل في كلمة الجنرال - دي بورمون - قائد الحملة البرية على الجزائر، ألقاها على الوعاظ المرافقين للجيش في إحدى المناسبات: (لقد جئتم لتعيدوا معنا فتح الباب على مصراعيه حتى تدخل المسيحية إلى أفريقيا، وانا لنأمل أن تمم هذه الربوع قريبا لتعمل من جديد على ازدهار المدنية التي انطفأ مصباحها منذ عدة قرون). وكذلك كلمة الكردينال لافيجري سنة ١٨٦٧: (يجب أن نجعل من الأمة الجزائرية مهدا لأمة مسيحية كريمة، وأن نضيء أرجاءها بنور مدنية وحيها الإنجيل، وأن نربط مصير أفريقيا بحياة الشعوب المسيحية؛ تلك هي رسالتنا الإلهية). ثم كانت بعد ذلك الدوافع الاقتصادية واستعباد الشعوب وهي دوافع لم تسلم منها حروب الإسكندر ولا قيصر ولا نابليون، بل هي إنما كانت من أجل هذا، فما عرفت بلاد


(*) جريدة (المنار) الدمشقية. العدد ١٨٣٨، ١٤ رمضان ١٣٧٧ هـ، ٣/ ٤/ ١٩٥٨ ص ١.
(**) المرجع السابق - ص ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>