للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمة التالية (*).

(أيها المواطنون! أيها الأخوة الأعزاء!

لستم بحاجة أن أذكركم بالمعنى القومي الجليل الذي يكمن وراء هذا اليوم في تاريخ أمجادكم ومآثركم، فإن اجتماعكم في هذا المكان، الذي طالما شهد اجتماعكم وحشودكم تتنادون إلى المكرمات، وتتسابقون إلى المفاخر والتضحيات، هو برهانكم بين أيديكم، ولقد طالما قدمتم البرهان في كل ساحة وميدان، دما ومالا وعملا صادقا، حتى غدوتم بالبطولة والأريحية مثالا تضرب به الأمثال، وتعتز به على مر الزمان أجيال وأجيال. حسبي أن أقول لكم اليوم، وخير القول ما كان صراحة ومضاء، بأنكم لا تزالون في المعركة التي خلفت فلولها وراء صفوفكم، وإن العدو الذي جاهدتموه، إذا لم يجل عن جميع الأرض العربية، فهو لا يزال في أرضكم، وإذا ظل مقيما في أي دار عربية فكأنه مقيم في دياركم، حتى يأذن الله لكم بأن تطهروا الأرض من فلوله، وتنفذوا العروبة والإنسانية من جرائمه وشروره.

إننا لا نعجب أيها الأخوة والأصدقاء أن يحمل الاستعمار الفرنسي في بلاد العرب هذا الطابع الهمجي البربري، الذي يتيه به حمقا وغرورا، ويمشي به في أرض الجزائر العربية قتلا وفتكا وتدميرا، بل نعجب أكبر العجب أن تعيش وحشية هولاكو، وغزوات التتر منذ القرون الوسطى تحت شعار المدنية الفرنسية المزعومة، في القرن العشرين، وأن يدعي نشر حقوق الإنسان، شعب غرق في


(*) المقتطفات للكلمات التالية من: (المنار) الدمشقية، العدد ١٨٣٥ صباح الثلاثاء ١٢ رمضان ١٣٧٧ - ١ نيسان - أبريل - ١٩٥٨ صفحات ١ و٢ و٣ و٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>