(حرب الجزائر) من أهم المشاكل التي تعترض المغرب في سبيل تدعيم استقلاله، وتحرير أراضيه التي يحتلها الاستعماريون).
هـ - كلمة عبد الحميد السراج:
وألقى وزير الداخلية السوري، السيد عبد الحميد السراج، كلمة على مدرج جامعة دمشق في مهرجان (يوم الجزائر) جاء فيها:
(تحتفل شعوب العالم اليوم، كما نحتفل نحن الآن، متنادين إلى نصرة الجزائر ضد بغي فرنسا وعدوانها. وهكذا أخد صوت الجزائر يدوي عاليا حتى أصغت إليه أسماع العالم وتحركت له افئدته، ولقد حق لعرب الجزائر أن تكلل هاماتهم بأكاليل الغار، كما حق على فرنسا أن توسم بالذل والعار. وأما فرنسا فلا أزيدكم بها تعريفا، فلها في كل بيت من بيوتنا ذكرى جرح لا يزال ينز بالدماء، ولا يزال بين ظهرانينا الثاكلة التي فتك الفرنسيون بولدها، والابن الذي حرموه من والده رضيعا، والقرية التي دمروها على رؤوس اهيلها، ولا تزالون تذكرون الحمم والقنابل التي أمطروها على المدينة (دمشق) عام ١٩٤٥، ولا نزال نذكر باللوعة والأسى ما اقترفته أيدي الفرنسيين من الإثم في المجلس النيابي، يوم سلطوا عليه نيران مدافعه، ويوم فتكوا بجميع أفراد حاميته، ثم مثلوا بهم فقطعوا أعضاءهم، إن هذه الوقائع السود لا تزال حية في أذهاننا وهي أقوى من أن يعفي عليها النسيان.
وأما عرب الجزائر، فقد تجاوزوا حد البطولة حتى بلغوا حد المعجزات، ولم يعودوا بالنسبة لنا مجرد شعب عربي ثائر، وإنما هم سجل مجدنا الحديث قد نشر على العالمين، فلما قرأته الشعوب، إذا به سجل الكرامة الإنسانية تدافع عن نفسها أمام بغي