الاستعمار وبربريته، وإلا فأي شعب في العالم كشعب الجزائر استطاع أن ينازل فرنسا وحلف الأطلسي خلال أربع سنوات، لم تلن له قناة وما زادته الآلام إلا عزما ومضاء. إن فرنسا جثت على ركبتيها خلال خمسة عشر يوما، ووطأت أرضها للغزاة الألمان خانعة ذليلة، فما بال الجزائر وهي ذلك العدد الضئيل والعدة القليلة ما تزال تكافح بجبروت وعناد وكبرياء.
إن الجزائر لا تدافع عن نفسها فقط، وإنما هي تدافع عن البلاد العربية جمعاء، بل هي تدافع عن الإنسانية بكاملها ضد عدوان الاستعمار ووحشيته، فلا عجب أن يكون دفاعها ضاريا عنيدا ما دامت تدافع عن هذه المثل العليا للعرب والإنسانية. وهذا ما دعى شعوب العالم الحرة أن تتنادى لنصرة الجزائر؛ لأن الجزائر تدافع عن هذه الشعوب أيضا. فإذا كنا قد تداعينا اليوم لنصرة الجزائر فإننا ننصر أنفسا وننتصر لها.
إن معركة الجزائر ضد فرنسا هي معركتنا نحن، ولو خضعت الجزائر لنقل المستعمر المعركة إلى أرضنا هنا، فنحن إنما نخوض في أسبوع الجزائر هذا معركة الدفاع عن النفس، لا معركة الدفاع عن الجزائر وحدها، فإذا كانت هذه هي بسالة الجزائر، وهذه هي شجاعة الجزائريين، وإذا كان هذا الأسبوع هو معركة نصرة الجزائر، فإن بين الشجاعة والسخاء نسب واضح بين.
إنكم أيها السادة هنا ستبدؤون التبرع والاكتتاب، وأنتم الطلقة الأولى في هذا الأسبوع، وسيكون صداها قويا لأنها طلقة مدوية صادرة عن نفوس أبية قوية، ولقد قال تعالى: