وإذن، فللشعب الجزائري مساندة قوية ومتينة، وهو لا يقوم بالحرب من أجل الحرب، وهو ليس عدوا للشعب الفرنسي، ولكنه عدو للاستعمار فحسب. غير أن الصداقة بين الشعوب لا يمكن أن تفهم إلا في إطار احترام حرية وسيادة كل واحد منها، ولقد أكدنا دائما رغبتنا في الوصول إلى حل سلمي للقضية الجزائرية عن طريق (المفاوضات)، فرفض الحكومة الفرنسية المتعنت لأية مفاوضات هو وحده سبب استمرار الحرب، فمعنى ذلك أنه بالإمكان وضع حد بكل سرعة لحرب الجزائر إذا رغبت في ذلك الحكومة الفرنسية، وإن (الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية) مستعدة من جانبها لإجراء المفاوضات، ولذلك فهي مستعدة في كل وقت للاجتماع بممثلي الحكومة الفرنسية، فوجود فرنسيين وأوروبيين في الجزائر لا يشكل عقبة مستعصية على الحل. ومهما يكن من أمر، فإن الجزائر بعد خروج الاستعماريين منها لن تعرف لا مواطنين متفوقين، ولا مواطنين ناقصين، فالجمهورية الجزائرية لن تقوم بأية تفرقة تقوم على الجنس أو العقيدة بين أولئك الذين يريدون أن يبقوا أبناء لها، ولسوف تمنح ضمانات أساسية حتى يكون كل المواطنين من كل المستويات شركاء في حياة البلاد، وستحترم كل الحقوق المشروعة. هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن استقلال الجزائر لن يشكل أبدا عقبة أمام إقامة علاقات جديدة بين فرنسا والجزائر، وستكون هذه العلاقات مثمرة إذا اعتمدت على احترام سيادة كل من البلدين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الاستقلال سيكون وحده الكفيل بأن يفتح آفاقا جديدة أمام التعاون بين البلدين.
لقد سجلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية منذ الإعلان عنها بكل ارتياح الاعتراف بها من طرف عدد من الدول