نذكر أيضا جميل البلدان المتحررة (مؤتمر أكرا) والشعوب التي لا تزال مقيدة - بأغلال الاستعمار - في القارة الأفريقية الشاسعة والتي تتطلع إلى استقلالها، فهي في وقت حاسم من مصيرها. وتحيي (الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية) شعوب أفريقيا ومدغشقر التي تربطها بالشعب الجزائري وحدة في الآلام وفي الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، فالأفارقة، والمالاغاشون، والجزائريون سيتعاونون بالإيمان الذي يتطلبه التحرر، وترقبه القارة الأفريقية.
وتقف (آسيا) مع الجزائر، كما تقف معها كل الشعوب التي هزت الهيمنة الاستعمارية، والتي أخذت شيئا فشيئا في الاضطلاع بمسؤوليات السلطة والتقنية العصرية. وفي هذا الصدد فإن الاعتراف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من قبل (جمهورية الصين الشعبية) والذي سيتبعه اعتراف دول آسيوية أخرى، هذا الاعتراف له مدلوله الخاص، فلكل الشعوب التي جمعها (مؤتمر باندونغ) حول حق الشعوب في تقرير مصيرها، توجه الجزائر المكافحة شكرها، وتؤكد لها في الوقت ذاته تمسكها بمبادىء باندونغ، وعرفانها بالجميل على المساعدة المادية والمعنوية التي قدمت لها، كما نوجه شكرنا أيضا إلى هؤلاء الرجال من خيرة أبناء وطنهم، إلى هؤلاء الديموقراطيين من الفرنسيين والذين ما انفكوا في أوروبا وفي أمريكا يؤيدون قضيتنا العادلة بحرية في التفكير تشرفهم، وإن أصحاب (الأفكار الجديدة) هؤلاء، هم بناة إنسانية خالية من كل روح للسيطرة، وإنهم - بأفكارهم - يدينون من غير تحفظ كامل النظام الاستعماري، وهؤلاء الرجال الذين ينتمون إلى كل العقائد والأصول، جلهم من أصدقائنا وحلفائنا.