وانني أغتنم هذه الفرصة المهيبة لأعرب عن أصدق التهنئة الأخوية للجزائر، لحكومتها ولشعبها الباسل، إننا معتزون بانتصار الشعب الجزائري الشقيق، فخورون ببطولته، مبتهجون بنضاله المجيد.
ولقد أصبحت الجزائر، وبعد زمان طويل، معنا في هذه المنظمة العالمية، دولة حرة كاملة السيادة والاستقلال، ولقد كانت الجزائر إلى عهد قريب، ولثماني سنين خلت، واحدا من البنود التي تدرج على جدول أعمال الأمم المتحدة، وكم وكم جرى النقاش طويلا حول ما إذا كانت القضية الجزائرية يجب أن تدرج على جدول الأعمال، أو تستبعد منه، وكم أفضنا في شرح عدالى هذه القضية، وكم أسهبنا في سرد وقائعها وأحداثها. لقد انتهى كل ذلك الآن، وأسدل الستار إلى الأبد، ولم تعد القضية الجزائرية، بعد اليوم، بندا على جدول الأعمال؛ إن الجزائر، في هذا اليوم، تتبوأ مقعدها الرفيع في المجتمع الدولي بكل جدارة واستحقاق.
إن هذا الاحتفال الرائع، بانضمام الجزائر إلى الأمم المتحدة، ليس من المراسم المألوفة ولا من التقاليد المعتادة، ولا هو مجاملة تفرضها الآداب الدولية، إن في حجم هذا الاحتفال من المعاني ما هو أجل وأرفع، إنه يوم نقيم فيه صلاة النصر، لانتصار الحرية والاستقلال، إننا نعتبره يوم الشكر بالنسبة للأمم المتحدة بأسرها تقديرا لنعمة الاستقلال، وعرفانا لفضائل الحرية، وتتويجا للنضال الإنساني من أجل الكرامة والسيادة.
دعوني أؤكد لكم أني لا أقول قولي هذا شوقا إلى الفصاحة، أو رغبة في البلاغة، إنه الحق لا مراء فيه، والحقيقة لا ريب فيها،