الاستعمار في النهاية يلقى مصرعه على أيدي القوى الاستعمارية ذاتها.
أجل إننا لا نريد أن نذكر هذه المآسي التي تقشعر لهولها الأبدان، فهذه لحظة فرح وابتهاج، مع أن تلك المآسي وذكرياتها الرهيبة تملك علينا مشاعرنا. نحس الآن في أعماق ضميرنا أننا فرحون مبتهجون، إن هذه اللحظة البهيجة التي نعيشها الآن تفرض علينا مشاعر الفرح، وتفرض علينا أن نسلم انفسنا للفرح، وها نحن نجتمع الآن في هذه القاعة لنفرح.
ودعوني أيها السادة أقول، من غير إساءة لأحد، أو إهانة لأحد، دعوني أقول من على هذا المنبر العالمي، دون أن أخشى تفنيدا، انه ما من شعب قد تحمل أعباء النضال، بصبر وعزم وإيمان كما تحمل الشعب الجزائري الشجاع، وإنني أقف الآن على هذا المنبر لأحيي في الشعب الجزائري بطولته النادرة وتصميمه الذي لا يقهر.
إني أشعر في الوقت ذاته بأنه يجب علي أن أوجه كلمة إلى فرنسا، وإلى الجنرال ديغول بالذات، لقد وجهت إلى فرنسا في الدورات السابقة كلمات قاسية وفي لهجة خشنة، وإني لأعترف أن كلماتي في أوقات معينة كانت بالغة الصرامة والضراوة، وإن تكن الحق كل الحق، لقد كانت الظروف الصارمة الضارية هي التي فرضت تلك العبارات الصارمة الضارية.
ولكننا الآن نجد أنفسنا وجها لوجه أمام ظروف أخرى، إن الصداقة مع الجزائر هي صداقة مع الأمة العربية بأسرها، نحن مع الجزائر في السراء والضراء، إن أصدقاء الجزائر هم أصدقاؤنا،