للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتطيح بالبرج. فأعلن الإسبانيون تسليم الحصن يوم ٢٧ جمادي الآخرة الموافق ٢٥ أيلول - سبتمبر - ودخل المجاهدون المسلمون، فأسروا بقايا الحامية الإسبانية وعددهم (١٠٧) رجال و٣ نسوة. بالإضافة إلى كميات هائلة من الأسلحة والذخائر والمواد التموينية.

تعاظمت ثقة المجاهدين بأنفسهم وبقدرتهم على حسم الصراع بعد إحرازهم لانتصارين متتاليين، فنقلوا ثقل هجومهم ضد أمنع

حصون وهران وأكثرها تحصينا وقوة، وهو حصن (برج بن زهو) غير أن الهجوم مني بالفشل، وتكبد المجاهدون خسائر فادحة. فأعاد المجاهدون تنظيم قواتهم وكرروا هجماتهم المتتالية طوال ثمانية أيام. ودافعت الحامية الإسبانية عن مواقعها بثبات كبير، وكبدت المجاهدين الخسائر الكبيرة مع كل هجوم يتم إحباطه. وحاولت الحامية الإسبانية بعد ذلك مغادرة تحصيناتها ومجابهة قوات المسلمين في معركة تصادمية جبهية انتصر فيها المسلمون، وأرغموا الإسبانيين على التراجع إلى ما وراء تحصيناتهم. وعند ذلك شرع المجاهدون في حفر الملاغم تحت الحصن. وكانت الأرض تحته صخرية صلدة مما تطلب بذل جهد كبير وتضحيات كثيرة حتى أمكن إنجاز الملاغم وحشوها بالبارود وتفجيرها، غير أن ذلك لم يؤثر تأثيرا كبيرا على الحصن، فأعيدت المحاولة مرة ثانية، ولم تكن النتيجة أفضل بكثير من سابقتها، وجاءت المحاولة الثالثة محققة للهدف، فانفجر البرج، وتداعت صخوره، واقتحمه المجاهدون، واشتبكوا مع حاميته التي صممت على متابعة الصراع المسلح حتى النهاية التي جاءت بالقضاء على مجموع أفراد الحامية، وإبادة أفرادها البالغ عددهم (١٢٠) مقاتلا، بحيث لم يأسر المسلمون أكثر من ثمانية أسرى، وخسر المسلمون نحو المائتين من الشهداء. وانتهى المسلمون من تطهير الحصن واحتلاله يوم الخامس

<<  <  ج: ص:  >  >>