الذي يرد من الخارج إلى وهران، وعليه الحصن المنيع (برج العيون) حيث قام المجاهدون بحفر خندق وصل بهم إلى داخل الحصن، ودارت معكرة قاسية استطاع فيها المجاهدون طرد القوات الإسبانية وإبعادها عن (رأس الماء) وحفروا حوله الخنادق ونظموا الدفاع لإحباط كل هجوم مضاد قد تقوم به قوات العدو. ثم انتقل المجاهدون للهجوم على (برج العيون) وحفروا الملاغم لتدميره، غير أنهم فشلوا في تدميره، فهاجموه بقوة وتحت رصاص العدو وقنابله، حتى استطاعوا صعود جدران الأسوار، واقتحموها، وغلبوا أهلها عليها، وتمكنوا من احتلالها بعد معركة ضارية. وأسر المسلمون من بقايا المدافعين عن البرج (٣٢٢) مقاتلا ومن أنصارهم من عرب جيذرة (٦٠) رجلا. ووجدوا به من الجرحى (٢٧) رجلا أمر الأمير بإرجاعهم إلى أهلهم. وغنم المجاهدون كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد التموينية. وبلغ عدد القتلى الإسبانيين (٤٠) قتيلا. أما عدد شهداء المسلمين فقد تجاوز المائتي شهيد وغربت شمس يوم الثلاثاء ١٠ جمادي الآخرة ١١١٩ هـ الموافق ٨ أيلول - سبتمبر - ١٧٠٧ م عن أول نصر للمسلمين في تحرير وهران.
انصرف المجاهدون للتعامل بعد ذلك مع أضخم الحصون وهو (برج مرجاج الكبير) الذي كان يطلق عليه الإسبانيون اسم (برج القديس فيليب - أو الصليب المقدس - سانتا كروز) وحفر المجاهدون مجموعة من الملاغم المستطيلة وصلت إلى ما تحت البرج وشحنوها بالبارود وعرف الإسبانيون المدافعون عن البرج بأمر هذه الملاغم، وعرفوا من خلال الاشباكات المستمرة وأعمال القصف المتبادل بأنه بات من المحال الاستمرار في المقاومة، وأن المزيد من العناد لن يؤدي بالحامية الإسبانية إلا إلى التمزق والفناء عندما ستتفجر الملاغم المدمرة