(وجاء الناس إليه من كل فج عميق، وانسلوا إليه من كل قبيل وفريق، زيادة على من عينه السلطان لذلك من عساكره، حتى أن الناس وفدوا إليه بخيامهم وعيالهم واعتكفوا عليه الليالي والأيام، ورفضوا كل شيء سواه في ذلك المقام، وأنفقوا عليه الطارف والتالد، واستطابوا لأجله الحر والبارد ... وكان طلبة العلم وحملة القرآن، هم أشد الناس مسارعة لإجابة دعوة السلطان إلى هذا الجهاد المبارك ... وكانوا بمحلة مستقلة عن غيرها -).
(وبينما كانت جموع المجاهدين من رجال الشعب المجاهد، تتسارع إلى موطن الجهاد، أرسل محمد بكداش جيشا جزائريا من ثمانية آلاف وخمسمائة رجل مع سلاح كثير ومدفعية ضخمة وكميات هائلة من البارود - حتى كان ما أخرجه على يد خليفته القائد مصطفى المسراتي نحو الثلاثة آلاف وثلاثمائة قنطار). وعندما التأم شمل المجاهدين من رجال الجزائر ومن جماعات المتطوعين. بدأوا بمنازله (وهران) والتضييق عليها، وتولى (اوزون حسن) القيادة العليا، في حين أسندت إدارة العمليات إلى (الباي مصطفى بوشلاغم). في حين بقي (محمد بكداش) في الجزائر، ينظم القوات، ويرسل الدعم تلو الدعم. فيما كان رجال الدين والأئمة في المساجد يذكون نيران الإيمان في القلوب، ويدفعون بالناس إلى ساحات الشرف. ومقابل ذلك، فما أن علم الصليبيون بنوايا المسلمين، حتى أرسلوا دعما سريعا من مالطا يتكون من سبع سفن تحمل على متنها عددا من أشد المقاتلين وبعض مئات من المتطوعين الإفرنسيين. فحل هذا الدعم بمرسى وهران، وزاد من تصميم حاميتها الإسبانية على الصمود والمقاومة.
بدأت القوات الجزائرية هجومها مع بداية شهر أيلول (سبتمبر) ١٧٠٧م (١١١٩ هـ) وكان أول عمل قامت به هو تدمير مجاز الماء