للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسوارهم، وأغاروا على المداشر والقرى العربية، ثم رجعوا إلى أسوارهم بعد أن اصطحبوا معهم (٢٥٠) أسيرا عربيا.

تعاظمت التحديات الإسبانية، وتعاظمت بالمقابل مقاومة الجزائريين، حتى إذا ما جاء (محمد بكداش) (١) واليا على الجزائر، أخذ على عاتقه قضية تحرير (وهران) (٢) ودعمه في ذلك (باي المغرب مصطفى المسراتي - المشهور بلقب - بوشلاغم) وصهره ووزيره (اوزن حسن - أي حسن الطول).

جاء (محمد بكداش) واليا على الجزائر سنة (١١١٩ هـ = ١٧٠٧ م) فكان أول ما عمله هو توحيد الجبهة الداخلية - بحسب الاصطلاح الحديث - وائتلاف قلوب الناس بإشاعة العدل ونفي المظالم وشاع في الناس عزمه على الجهاد، فأخذ القوم يستعدون لليوم العظيم استعدادا لم يسبقه مثيل، وأرسلوا إلى كل الجهات الجزائرية يستحثون القوم على الجهاد.

ووصف مؤرخ عاصر الأحداث وعاينها ما حدث بالتالي:


(١) محمد بكداش، ابن السيد المرتضى المرابط الناسك الصوفي، سماه (بكداس) بلسان بلده التركي، وتفسيره باللغة العربية - الحجر القاسي - كان من أعطم ولاة الجزائر بعد عروج وأخيه خير الدين بربروس، استطاع أن يوحد الشعب الجزائري حول هدف الجهاد. وجمع حوله العلماء والأدباء. وقد حفظت الأوابد كثيرا مما قيل في مدحه والإشادة بمنجزاته.
(٢) جدير بالذكر أن (وهران) تمكنت تحت حكم الإسبانيين أن تفرض سيطرتها على (٨٩) كيلومترا مما يحيط بها من المناطق، وأخضعت القبائل التي كانت مستوطنة في هذه المناطق فكانوا يدفعون لها جزية سنوية يدعونها (الرومية) كما كان شيوخ هذه القبائل يقدمون مع الجزية رهائن من أبنائهم أو أقربائهم تحتفظ بهم السلطات الإسبانية في وهران لضمان ولائهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>