يلبثوا أن تلقوا بعض الدعم من حامية وهران مع شيء من المدفعية، فصارت أكثر قدرة على تكبيد القوات الإسبانية المزيد من الخسائر. وأرسلت القوات الإسبانية فرقة لمجابهة هذه الكتائب الجزائرية، فاشتبكت معها في القتال، وتقدمت شيئا فشيئا إلى أن تمكنت من مشاهدة مركز التجمع الإسلامي، القليل العدد والذي كان يمتد على طول الجبل المشرف على ميدان المعركة. انقضت حينئذ كتيبة من المجاهدين تشمل نحو الألفي رجل، بين مشاة وفرنسان، على الميمنة الإسبانية، فتمكنت من احتلال مرتفع تقع تحته عين يستقي منها جند العدو، فحالت بينه وبين الماء. لكن القائد الإسباني أصدر أمره في الساعة الرابعة من عشية يوم ٢٩ حزيران - يونيو - إلى فرقة كبيرة من المشاة، ومعها أربعمائة فارس، بمهمة التصدي لهذه الكتيبة، العربية المسلمة، والقيام بحركة التفاف لقطع خط تراجع الكتيبة، غير أن هذه الكتيبة لم تقع في الكمين وانسحبت إلى المرتفعات التي كانت قاعدة لمجموع القوى الإسلامية.
وأمضت القوتان المتصارعتان الليل في الاستعداد للمعركة، وما كادت تشرق شمس يوم ٣٠ حزيران - يونيو - حتى كانت ميسرة الجيش الإسباني قد التحمت في معركة ضارية مع المجاهدين قتل فيها قائد القوة الإسباني الذي كان يدير المعركة. وعندما رأت قيادة الإسبانيين أن ضغط القوات الجزائرية قد اشتد ضد الميسرة، أمرت بأن يتحرك الجيش كله ضد المراكز الجزائرية، وانطلق الهجوم الإسباني بقوة وعنف فامتد أفق المعركة ليشمل الجبهة المواجهة بكاملها. ولم تصمد قوات المسلمين لثقل هذه الهجمة، فتراجعت عن مواقعها لتحتل مواقع جديدة على جانبي فج عميق يتحدر من الجبل، وهو ممر الجيش الإسباني، وأخذوا في توجيه نيرانهم ضد القوات الإسبانية، وأوقعوا