غادر الأسطول الإسباني قواعده في شهر تموز (يوليو) ١٧٧٣ - وأصبح لزاما على الأسطول الجزائري المكون من (٢٥) سفينة، مجابهة أسطول العدو المتفوق بمعدل ثلاثة أضعاف تقريبا. وصل الأسطول الإسباني إلى المياه الإقليمية لمدينة الجزائر يوم ٢٩ تموز (يوليو) واصطفت سفنه في مواجهة المدينة استعدادا للانقضاض عليها وقصفها، فرفعت الحصون الجزائرية على الفور أعلامها، وبادرت سفن العدو بإطلاق النار عليها.
وفي يوم ٣٠ تموز - يوليو - غادرت مرسى الجزائر بعض السفن، وسارت متحدية الأسطول الإسباني الذي اشتبك معها بالنيران، غير أنه لم يتمكن من إصابتها بسوء، واستمر تبادل إطلاق النار بين القوتين.
قامت مدفعية الأسطول الإسباني بقذف قنابلها على الميناء - المرسى - يوم ١ - آب - أغسطس - وردت عليها بطاريات الحصون برمايات كثيفة ومركزة. وخرجت عوامتان جزائريتان تجرهما القوارب، فاقتربتا من الأسطول الإسباني، وألقتا عليه ما كانتا تحملانه من القنابل، ثم رجعتا إلى المرسى سالمتين، ثم خرجتا مرة ثانية، ومعهما سفن أخرى، وهاجمت هذه القوة الأسطول الإسباني، ثم رجعت سالمة، وخسر الجزائريون ٨ - ١٠ شهداء بينهم وزير الحرب.
وفي يوم ٢ آب - أغسطس - فتحت حصون الجزائر نيرانها ولم ترد عليها مدفعية الأسطول الإسباني إلا بعد ساعتين تقريبا. ثم خرجت قوة بحرية جزائرية لمهاجمة الأسطول المعادي، واشتبكت معه بنيران المدفعية، فيما كانت مدفعية الحصون تتابع قذف الأسطول الإسباني باستمرار حتى الساعة (١٦،٠٠) مساء، فتوقفت المدفعية الإسبانية،