وقرر (الكونت أوريلي) قائد الحملة إنزال قواته عند فجر يوم ٣ تموز (يوليو) فوق أرض الساحل الواقع إلى الجنوب من (وادي
الحراش). وطلب إلى قائد الأسطول (الأميرال مازاريدو) دعم الإنزال بمدفعية الأسطول للرمي على منطقة الإنزال، كما أمر بأن يتم إنزال ١٢ قطعة مدفعية عيار (٤) و١٢ قطعة مدفعية عيار (٨) وثمانية مدافع عيار (١٢) وذلك مع إنزال الأفواج الأولى من قوات الغزو. وتقرر اقتراب سفن الإنزال إلى أقرب نقطة من الساحل. وحددت مهمة كل سفينة حربية ومجموعة سفن النقل المرافقة لها. غير أنه تبين صعوبة الإنزال يوم ٣ تموز (يوليو) فتقرر تأجيل تنفيذ العملية إلى اليوم التالي. وهبت رياح قوية جدا صبيحة يوم ٣ تموز (يوليو) فأصبح من المحال تنفيذ عملية الإنزال بسبب هياج البحر. وفي مساء هذا اليوم ذاته، جمع القائد العام للحملة هجئة أركانه فتقرر إنزال القوات عند خليج (مالا موجير) الواقع غرب رأس كاكسين (غربي الجزائر بمسافة عشرين كيلومترا تقريبا). وحددت السفن المخصصة لهذا الإنزال وسفن الدعم التابعة لها. ونفذت البحرية ما هو مطلوب منها وأصدر قائد الأسطول (الأميرال مازاريدو) أوامره بإقلاع السفن، وفق التنظيم التالي:
... تتحرك السفن تحت قيادة القائد العام، وتكون وراءه اسفغن ناقلة الجيش، تليها السفن ناقلة الفرنسان وآلات الحرب والعتاد والمؤن. وتتقدم السفن إلى أقرب نقطة من الساحل حتى تتمكن قوات الغزو من النزول بسرعة والسير فورا نحو المرتفع الذي تعلوه قلعة السلطان (برج بوليلة) المشرفة على الجزائر، وتحتل البطاريات الجزائرية الموجودة هناك ..
غير أنه ما أن هبط ظلام الليل، وأزفت الساعة المحددة لإعطاء