الأوامر بالتحرك، حتى كانت الريح قد أخذت في الاتجاه نحو الشرق، واهتاج البحر واضطرب، فحال ذلك دون تنفيذ عملية الإنزال. وعقد قائد الحملة من جديد مؤتمرا لهيئة أركانه، فتقرر تعديل مخطط الإنزال، والعودة لإنزال القوات عند المكان الذي تم اختياره من قبل (إلى الجنوب من وادي الحراش) على أن تنفذ العملية يوم ٧ تموز - يوليو - وانصرف قائد الأسطول لوضع المخطط النهائي بنقل الجند، وتعيين السفن المكلفة بالتنفيذ، بحيث يتم إنزال (٧٧٠٠) رجل في موجة الإنزال الأولى ثم تليها الموجة التالية المكونة من (٧٠٠) رجل فقط. وعندما أزف الموعد المحدد للإنزال (من صباح يوم ٧ تموز - يوليو) هدأ البحر قليلا. فقام قائد الأسطول بتوزيع قائمة السفن المخصصة لكل فرقة من الفرق السبعة، وتم تعيين ضابط بحري لكل مجموعة من سفن النقل واجبه تنسيق التعاون مع قائد الفرقة التي سيتم نقلها، والتي سيرافقها حتى منطقة إنزالها. ثم ذهب القائد العام (الكونت أوريلي) برفقة قائد الأسطول للإشراف على العملية. وأمكن لهما تحديد مرابض بطاريات المدفعية الجزائرية التي تم نشرها على الساحل المخصص لإنزال القوات الإسبانية. فقرر القائد العام وضع سفينتين حربيتين في مواجهة كل بطارية من بطاريتي المدفعية الجزائر.
كانت الجزائر تتابع الموقف منذ أن بدأت إسبانيا بالإعداد لحملتها، وعرفت أنها هي المستهدفة من هذه الحملة. فاستعدت لتلقي صدمة الهجوم. تحت قيادة والي الجزائر (الداي محمد عثمان باشا). وهكذا فعندما وقفت قطع الأسطول الإسباني في مواجهة الجزائر، لم يكن الأمر مباغتا. ووقف المقاتلون المسلمون وهم يتابعون حركة سفن الأسطول وهي تصطف على أشكال وخطوط مختلفة، في خيلاء وتحد، ثم عندما وجهت هذه السفن مقدماتها في مواجهة وادي