الحراش، وعندما وصلت إلى مدى رمي المدفعية الجزائرية بدأت بإنزال القوات. وعلى الرغم من معرفة المجاهدين مسبقا بأمر هذه الحملة، فقد كان حجم قوات الغزو، وتفوقها، مثيرا للقلق، وهنا انطلق قادة المجاهدين، ومشايخهم، وهم يحضون على القتال، ويرددون على إسماع المجاهدين قوله تعالى:{وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} فاطمأنت النفوس لذكر الله وأنزل الله السكينة على قلوب المؤمنين.
عمل والي الجزائر (محمد عثمان باشا) على استنفار كل قادر على حمل السلاح وحشده في المعركة، كما كلف الأولاد - الصبيان - ممن يتجاوزون عمر السابعة بالعمل مع المجاهدين لمساعدتهم في أعمال الدفاع والتحصين، وتم اختيار المواقع المناسبة (لمرابض المدفعية). وقسمت القوة على النحو التالي:
١ - قوة مقاتلة بقيادة (حسن الخزنجي) - وزير المالية ومركزه (عين الربط) - وهو الحي الذي يدعى اليوم باسم (ساحة المناورات) بين مدينة الجزائر وحي بلكور.
٢ - قوة مقاتلة بقيادة (القائد علي) المعروف (بآغة العرب) ومركزه عند (وادي خنيس) وهو في آخر حي العناصر حاليا (حيث حديقة التجارب).
٣ - قوة مقاتلة بقيادة (خوجة الخيل - وزير الحربية) ومركزه في (باب الوادي).
٤ - قوة باي الشرق (صالح) التي عسكرت على وادي الحراش.
٥ - قوة باي (تيطري) مصطفى باي التي أقامت معسكرها على جهة (تامانتغوس) ومعها بعض القبائل وفرسان ناحية سباو.