الإسباني رماياتها الكثيفة ضد حصون المسلمين ومواقعهم في (الحراش وخنيس). ثم أخذت سفن الإنزال بالتوجه إلحى مصب وادي خنيس وقامت بإنزال قسم من قواتها عنده. وبادرت قوات الغزو هذه بالانقضاض على مواقع المجاهدين المسلمين غير أن هؤلاء استطاعوا تدمير الموجات المتتالية للقوات الإسبانية، ووصلت مجموعة مقاتلة إسبانية إلى البساتين حيث كان يتمركز (مخزن البارود) إلى جانب بطارية مدفعية خنيس، وهنا دارت معركة ضارية أمكن بواسطتها إيقاف التقدم الإسباني.
وأمضى المقاتلون من الطرفين ليلهم في الاستعداد للقتال، وعندما ارتفع الأذان لفجر يوم ٨ تموز - يوليو - وذهب المسلمون للصلاة، دوت المدفعية الإسبانية معلنة بدء المعركة، واحتل المجاهدون مواقعهم، ووقفوا خلف تحصيناتهم، ولم تلبث نيران المدفعية الإسبانية أن غطت مواجهة الجبهة بكاملها (من مربض باي قسنطينة ما بين وادي الجميز والحرج، وحتى محلة الخزنجي ما بين وادي الحراش وعين الربط). واستمر القصف الكثيف حتى طلعت الشمس وعندها شاهد المجاهدون أن هناك أكثر من ألف وخمسمائة سفينة وناقلة وفلك وقارب قد اتجهت صوب وادي الحراش وعين الربط. وأسرع قادة قوات المسلمين في قيادة قواتهم نحو المكان الذي حدده الإسبانيون للإنزال، وأخذوا في الاستعداد للمعركة.
شحنت القوات الإسبانية فوق ناقلات الجند كل ما تتطلبه عمليات التمركز والتحصين، وحملت معها كميات مذهلة من الأكياس الفارغة (لتملأ بالتراب والرمل وتوضع بعضها فوق بعض) كما دفعت مع المقدمة وحدات من المهندسين للإشراف على إقامة التحصينات وتنظيم الأرض. وكانت السفن تتقدم بصورة بطيئة نحو