آباد) يوم ٢٠ تموز (يوليو سنة ١٤٠٢ م. وانتصر (تيمور) فحمل معه (بايزيد) في قفص من حديد الذي لم يلبث حتى توفي في ٨ آذار - مارس - سنة ١٤٠٣، فأكرمه (تيمور) بأن سمح بدفنه في جامع بروسة.
وتعرضت الدولة العثمانية على أثر هذه النكسة إلى حالة من العطالة والتمزق الداخلي لم ينقذها منها إلا ظهور مراد الثاني الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه السلطان محمد في أدرنة سنة ١٤٢١ م.
أمضى (مراد الثاني) فترة من الوقت لإعادة تنظيم الدولة والقضاء على مناوئيه. حتى إذا ما جاء يوم ٢٩ آذار (مارس) ١٤٣٠ م اقتحمت قوات المسلمين مدينة سالونيك ودمرتها تدميرا تاما. ثم إن مرادا حاول أن يبسط سلطانه على البلقان، فتصدت له القوات المجرية، واستطاع (يوحنا هونيادي) الترانسلفاني تكبيد قوات العثمانيين خسائر فادحة أوقفت تقدمهم. وشكل ذلك حافزا للقيام بدعوة صليبية جديدة تشنها النصرانية على أعدائها. ورحب النصارى بإعلان (البابا أوجانيوس الرابع) لهذه الحرب ترحيبا حماسيا في المجر وبولندة - بولونيا - وألمانيا وفرنسا.
وغادر الجيش الصليبي مدينة (بودا) في تموز - يوليو سنة (١٤٤٣ م) ليحرز في ٢٤ كانون الأول - ديسمبر - انتصارا كبيرا عند (جالوواز) بين صوفيا وفيليبوبوليس , وتوقفت هذه الحملة لتستأنف تقدمها في صيف السنة التالية حيث اصطدمت عند وارنا (فارنا) بجيش العثمانيين الذي كان يقوده (مراد الثاني) وحدثت المعركة يوم ٩ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٤٤٤. وكان انتصار العثمانيين رائعا تم به إزالة آثار هزيمة السنة السابقة.