وفي سنة ١٣٨٩، تجمعت قوات ضخمة من الصرب والبشناق والمجر والبلغار والألبانيين - الأرناؤوط - والتقت بالقوات العثمانية عند (قانصوه - ميدان الطيور السود) وقاد مراد الهجوم بنفسه، غير أنه سقط قتيلا وهو في ذروة انتصاره. فتولى ابنه (بايزيد) إكمال النصر وذلك بأسر بلك الصرب - لازار - وقتله. وتابع (بايزيد) سيرة الجهاد، فلم تمض أكثر من ثلاث سنوات حتى تم إخضاع الصرب بكاملها وبلاد البلغار، مع الاستيلاء على (آلاشهر) آخر ممتلكات البيزنطيين في آسيا الصغرى.
وعاد البابا (بونيفاسيوس التاسع) ليرفع راية الحرب الصليبية وهو يشهد انتصارات العثمانيين ويسير الدعاة بدعوته للحرب ضد المسلمين في فرنسا والبلدان المجاورة لجبال الألب وجنوبي ألمانيا. وما أن أطل ربيع سنة (١٣٩٤ م) حتى كان (سيجسموند) ملك المجر قد جمع حوله في (بودا) جيشا ضخما من الفرسان تقاطروا إليه من بلدان أوروبا الغربية. واصطدم هذا الجيش بجيش المسلمين الذي كان يقوده (بايزيد) يوم (٢٧ - أيلول - سبتمبر) عند نيقربوليس، وانتهمت المعركة بانتصار المسلمين انتصارا حاسما. وتوغلت الجيوش العثمانية اللاحقة بفلولهم حتى (ستيريا). ثم إن بايزيد اقتص من حكام شبه جزيرة المورة اللاتين الذين حالفوا الصليبيين فدمر أراضيهم.
أما الخطر المغولي فقد عاد من جديد بظهور (تيمور) الذي اجتاح بلاد الشام، ثم انكفأ للهجوم على العثمانيين. وحدثت المعركة بين جيش المسلمين بقيادة بايزيد وبين المغول عند جبق آباد (جبوق