للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسجد (١) ومن ذلك الحين أضحت (بروسة) مدينة العثمانيين المقدسة.

وقد عرف عن (أورخان) اهتمامه بالتنظيم الشامل للدولة، وعنايته الخاصة بإعادة تنظيم الجيش، وخاصة قوات (يني جري - القوة الجديدة - ومنها الإنكشارية).

وفي سنة ١٣٦٢ م، توفي أورخان؛ فخلفه على العرش ابنه الثاني مراد الذي اتجه في الحال نحو شبه جزيرة البلقان، وأمكن له احتلال (ادرنة) وجعلها عاصمة له حتى سقوط القسطنطينية.

وحاول البابا (أوربانوس الخامس) أن يدعو النصارى إلى حملة صليبية تستنقذ أدرنة من أيدي المسلمين، ولكن عبثا. وعلى الرغم من أن جيشا من فرسان النصارى يقوده كونت سافوا (أماديوس) استطاع أن يوطد أقدامه في غاليبولي لفترة قصيرة، غير أنه أخفق في التفاهم مع البيزنطيين على خطة مشتركة، فاضطر إلى الانسحاب في وقت قريب.

ثم تجمعت قوات الصرب بقيادة (ووقاجين) لقتال العثمانيين الذين انتصروا عليهم (على ضفاف نهر مريج). واحتل العثمانيون على أثر ذلك مقدونيا بكاملها (في سنة ١٣٧١) ثم احتلوا صوفيا ونيتش (سنة ١٣٨٥ - ١٣٨٦ م). وتزعم ملك بلغاريا (ششمان الثالث) حلفا مع الصرب والبشناق، وألحق الهزيمة بالجيش العثماني (سنة ١٣٨٧ م) غير أن قوات العثمانيين انتصرت في السنة التالية على


(١) صمت نقوش جامع بروسه الذي بناه (أورخاى بن عثمان) سنة ١٣٣٤ م ما يلي: (شيد هذا المسجد السلطان بن سلطان الغزاة، الغازي بن الغازي مرزبان الآفاق بطل العالم) تاريخ الشعوب الإسلامية - كارل بروكلمان ص ٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>