للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصغرى ليلتحق وإياهم بخدمة علاء الدين الثاني السلجوقي، سلطان قونية. فأقطعه علاء الدين منطقة المستنقعات الواقعة على الحدود المواجهة للبيزنطيين عند (سكود) في وادي (قره صو) حيث الفرات الغربي وجبلي طومانيج وأرمي طاغ، وترك له حرية توسيع ممتلكاته على حساب جيرانه النصارى.

وتولى (عثمان) بن (أرطغرل) على عاتقه هذا الواجب، فكان أول عمل له هو فتح (ملانجنون) وتسميتها باسم (قره جه حصار) والانتقال إليها وجعلها بمثابة عاصمة للدولة الجديدة في سنة (١٢٨٨ م). واستأنف الحرب ضد البيزنطيين. فتقاطر إليه المجاهدون من أرجاء آسيا الصغرى جميعا، وانضم إليه المقاتلون من القبائل التركية المختلفة، ولحق به (الأخيان - أو الأخوان) وهم جماعات الصناع والتجار.

ومن (قره جه حصار) قاد عثمان شعبه القوي، الذي كانت ترفده القبائل التركية كلها على الدوام بعناصر جديدة تزيد في قوته وحيويته إلى بحر مرمرة والبحر الأسود، وفي اتجاه الغرب إلى يني شهر (يكي شهر) التي تسيطر على مخاضة نهر سقارية. وفي سنة (١٣٠٠ م) أقطع عثمان ابنه أورخان مدينة (قره جه حصار). فأخذ هذا في متابعة الجهاد.

وفي سنة (١٣٢٦م) وبينما كان عثمان على فراش الموت، في سكود، كان ابنه أورخان يتوج أعماله الكبيرة باحتلال (بروسة) الواقعة على سفح جبل الأولمبوس (كشيش طاغ). فكان أول عمل له أن دفن أباه في كنيسة القصر التي حولت للتو والساعة إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>