المعلمين وتوفير المساكن للطلبة، فكانت الأوقاف هي الأساس في تدعيم التعليم وحماية الطلبة والمعلمين. وكانت الأوقاف ترعى التعليم بمراحله الثلاثة الابتدائي والثانوي والعالي.
فبالنسبة للتعليم الابتدائي كان كل طفل بين السادسة والعاشرة يذهب إلى المدرسة. والملاحظ أن هذا بخصوص الأطفال الذكور، أما الإناث فلا يذهبن إلا نادرا إلى المدارس، ولكن أصحاب البيوتات الكبيرة، فكانوا يجلبون أستاذا معروفا بصلاحه وعلمه لتعليم البنات. وكانت هناك خيمة تدعى (الشريعة) في كل قرية مهما صغرت، من أجل تعليم الأطفال، ويشرف عليها معلم (مؤدب) بختاره سكان القرية لهذه الغاية. أما في المدن والقرى الكبيرة، فقد كانت هناك مدارس تدعى المكتب (مسيد) وكانت غالبا ملحقة بالوقف، وإلى جانب ذلك كان كل جامع يضم مدرسة للتعليم أيضا. أما أهل البادية، فكانوا يرسلون أطفالهم للتعليم في المدن حيث يقيمون عادة مع عائلات صديقة أو يصرف عليهم مجانا من الأوقاف. أما المدن الكبرى، فكان عدد المدارس الابتدائية فيها كبيرا، بحيث ضمت (قسنطينة) في سنة ١٨١٠ أكثر من (٨٦) مدرسة ابتدائية، كان يختلف إليها حوالي (١٣٥٠) تلميذا. وكان في تلمسان حوالي (٥٠) مدرسة ابتدائية في تلك الفترة ذاتها. ومدة التعليم الابتدائي حوالي أربع سنوات، يتعلم الطفل خلالها مبادىء القراءة والكتابة وحفظ القرآن وأركان الإسلام وأصول الدين. ينتقل بعدها الطلاب إلى المدارس الثانوية - في الجامع أو في مدرسة ملحقة بالأوقاف.
وكان التعليم الثانوي مجاني أيضا. وكان للمدرس في الثانوي مكانته الخاصة، بحيث كان الأهالي يتكفلون بمتطلباته الحياتية وتقديم الخدمات له من أجل مساعدته على التفرغ وإعداد الدروس. وكان في