العاصمة وقسنطينة وتلمسان جوامع ومدارس وزوايا لإيواء التلاميذ. وعلى سبيل المثال فقد كان في (قسنطينة) ٣٥ جامعا و٧ مدارس، وكان (١٥٠) تلميذا من (٧٠٠) يحصلون على أجرة سنوية من دخل الأوقاف. وكان معظم هؤلاء التلاميذ من سكان الأقاليم، وقد أعدت لهم زوايا خاصة لسكناهم بلغت ست عشرة زاوية. وقد كان في العاصمة ست زوايا لهذا الغرض ثلاثة منها لعرب الغرب واثنتان لعرب الشرق أما الأخيرة فقد أعدت لإيواء المدرسين في العاصمة والذين ليس لهم عائلات مقيمة. أما تلمسان، فقد كان فيها عدد كبير من هذه الزوايا. كما كانت فيها مدرستان إحداهما مدرسة الجامع الكبير، والأخرى مدرسة ولد الإمام. وفي ضاحية تلمسان كانت مدرسة قرية (عين الحوت). ولم تكن الزوايا مقصورة على المدن، بل كانت هناك زوايا في الأرياف تقام تخليدا لأحد المرابطين، ويقام بجانبها جامع للصلاة وبئر للشرب والوضوء. وتخصص الأرض لهذه الزوايا الريفية، فيحرثها الأهالي، ويستعمل دخلها لمساعدة المدرسين والطلبة. ويخصص أهل الخير جزءا من محصولهم السنوي للزاوية التي توجد في منطقتهم. وكان يتلقى العلم في الثانوي حوالي (٣) آلاف تلميذ في كل إقليم من أقاليم الجزائر الثلاثة.
لم يكن هناك فصل واضح بين التعليم الثانوي والعالي. ويسمى الأستاذ الذي يدرس في التعليم العالي (عالما). أما عدد الطلبة فكان يتراوح بين ٦٠٠ و٨٠٠ طالب في كل إقليم. وكانت الدروس العالية تعطى في الزوايا وأهم الجوامع. وكانت مواد التعليم العالي تشتمل على النحو والفقه (الذي يشمل العبادات والمعاملات) والتفسير والحديث والحساب والفلك بالإضافة إلى التاريخ والتاريخ الطبيعي والطب.