تلك هي لمحات عن الحياة في الجزائر سياسيا وعسكريا وفكريا، خلال مرحلة (بناء الجزائر) الحرة المستقلة، ولقد خاضت الجزائر المجاهدة صراعا مريرا على جبهة الأعداء الخارجيين وعلى جبهة البناء الداخلي، في إطار من التكامل. فدعمت وحدتها الداخلية بانتصاراتها الخارجية وحققت انتصاراتها الخارجية بفضل وحدتها الداخلية. وكان في ذلك انتصارها الأكبر. وبقي البناء الداخلي والصراع الخارجي مرتبطا بالجامع والزاوية (المدرسة). فكان هذا (الجامع) هو القاعدة القوية والأساس الراسخ لقدرة المجتمع الإسلامي ووحدته، على الرغم من كل ظواهر التمزق التي اجتاحته، والتي عرف المغرب العربي الإسلامي منها قدرا ربما زاد على كل ما عرفته أقطار العالم العربي الإسلامي الأخرى.