ربط هذين الإقليمين بالخلافة العثمانية - أو بالأحرى - بسياسة استراتيجية واحدة.
لقد انعكست هذه السياسة الاستراتيجية على مستوى العمليات بمجموعة من الظواهر أبرزها:
١ - تنسيق الجهد العسكري في العمليات المشتركة، حيث عمل الأسطول الجزائري في مناسبات كثيرة، منذ أيام ذوي اللحى الشقراء - بربروس - وحتى عهود بعيدة تمتد إلى أكثر من ثلاثة قرون على دعم الأسطول العثماني في العمليات الكبرى. وتولى قادة الجزائر في مناسبات كثيرة قيادة وزارة البحرية (قبودان باشا) وأسهمت السفن الجزائرية بمجموعة المعارك التي تطلبت جهدا كبيرا (معركة ليبانتي)(الهجوم على طولون) الخ ... كما قام الأسطول العثماني بالمقابل بدعم الجزائر في كل مناسبة ظهرت فيها الحاجة لمثل هذا الدعم (أثناء هجمات الإسبانيين) على المدن في المغرب العربي الإسلامي. وكانت الخلافة العثمانية تقدم للجزائر باستمرار الأعتدة الحربية وما تحتاجه لدعم قدرتها القتالية بشريا، وبوسائط القتال. وجدير بالذكر أن هذه السياسة الاستراتيجية - البحرية - لم تكن إلا ظلالا متقدمة للسياسة الاستراتيجية التي وضعها (معاوية بن أبي سفيان) وطورها الأمويون من بعده والتي تعتمد على تنظيم مجموعة من الأساطيل في الشام ومصر والقيروان - تونس - والأندلس. تقوم بأعمال مستقلة أحيانا. وتلتقي بعضها مع بعض للقيام بتنفيذ العمليات الكبرى وكان تطبيق هذه السياسة الاستراتيجية هو الذي ضمن للعرب المسلمين في البداية دعم فتوحاتهم، وهو الذي ضمن للجزائر المجاهدة وللعثمانيين من بعد مجابهة الحملات الصليبية بقوة وفاعلية، وإحراز الانتصارات الحاسمة.