٢ - إعطاء أفضليات لمسارح العمليات - إذ كان من المحال على الجزائر خوض الصراع الشامل ضد كل القوى الصليبية في وقت واحد. ولهذا كان على الإدارة الجزائرية، توجيه الجهد في بعض الأحيان إلى أعمال (القتال البحري) وإعطاءها الأفضلية الأولى، للانتقال بعدها إلى حروب الاستنزاف ضد القواعد التي أقامها الإسبانيون فوق أرض المغرب العربي - الإسلامي (خاصة وهران والمرسى الكبير) للعمل بعد ذلك في دعم الجهد ضد قوات الأعداء في المغربين الأدنى والأقصى (تونس والمغرب). وهذا ما يفسر بقاء القواعد الصليبية لفترات طويلة فوق أرض المغرب العربي الإسلامي، في حين كانت أعمال القتال في البحر أو الغزوات مستمرة على الجبهات الأخرى.
٣ - لم تتمكن الجزائر - بحكم خبراتها وتجاربها - التمييز بين القواعد الاجنبية فوق أرض إقليم الجزائر، وبين تلك القواعد في المغربين الأدنى والأقصى، وذلك لسببين متكاملين أولهما أن وحدة التراب ووحدة الدين تجعل الجهاد ضد كل عدوان أجنبي على المسلمين وعلى أرضهم هو واجب على كل مسلم، لا تمييز لحدود في ذلك، وثانيها أن هذه القواعد لا تتهدد الأقطار الإسلامية المجاورة وحدها وإنما تتهدد الجزائر ذاتها أيضا. ومن الملاحظ أن هذه الملامح الأولية قد ارتسمت بصورة أكثر وضوحا مع تطور الصراع ضد الأعداء - بما في ذلك ظروف الاحتلال الإفرنسي للمغرب العربي -الإسلامي ومقاومته. وهذا ما فرض بدوره العمل على تنسيق التعاون مع الأقطار المجاورة في مناسبات كثيرة.
٤ - لقد خاضت الجزائر حروبها في إطار من (الدفاع الاستراتيجي): يؤكد ذلك وقوع العدوان على أرضها، واحتلال