الوجود الإسلامي في الصرب بقوة حتى يمكن له الانطلاق لحرب المجر. وحدثت معارك كثيرة، انتهت بجعل نهر الدانوب (نهر الطونة) هو الحاجز بين قوات العثمانين المسلمين وأعدائهم.
وفي سنة (١٤٥٦ م) قاد السلطان محمد الجيش بنفسه إلى بلغراد وحاصرها، غير أنه لم يتمكن من فتحها، فعاد في سنة (١٤٥٨ م) لمهاجتها من جديد واستطاع فتحها. وفي الوقت ذاته القضاء على التمرد في شبه جزيرة المورة. وانتقل بعد ذلك لإخضاع اليونان، وتم له ذلك في الفترة من سنة ١٤٦٢ م حتى سنة ١٤٦٦م. وبذلك لم يعد (للبنادقة) دور يذكر في التحريض ضد المسلمين. وأمكن بعد ذلك تدمير مقاومة الألبانيين - الأرناؤوط من البوسة إلى حدود البندقية. وتدفقت جموع الأتراك العثمانيين على أوروبا. واضطرت البندقية إلى عقد صلح شريف مع العثمانيين في ٢٦ كانون الثاني - يناير - سنة (١٤٧٩م) حيث تنازلت فيه عن جميع ممتلكاتها في ألبانيا لمصلحة العثمانيين. وفي جملتها دراج (دوراجو) وانتيغاري وأوبة ولمنوس
وتايجت في المورة.
توفي السلطان (محمد الفاتح) في ٣ أيار (مايو) سنة ١٤٨١. فعرفت الدولة فترة من الجمود الخارجي في عهد ولديه (جم وبايزيد) واستمر ذلك في عهد (سليم وأحمد) ابني بايزيد. وعندما استتب الأمر للسلطان (سليم) انصرف لحرب الشيعة في فارس. ثم انتقل لتصفية حكم المماليك البرجية في الشام ومصر، وتم له ذلك بعد معركة (مرج دابق شمالي حلب بتاريخ ٢٤ آب اغسطس سنة ١٥١٦)، حيث سار السلطان سليم بعدها إلى مصر، فانتصر على (طومان باي) وقتله في ٢١ كانون الثاني - يناير (سنة ١٥١٧ م).