للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحدثت فتح سليم ذعرا صارخا في أوروبا، حتى لقد خشي البابا (ليو العاشر) من اتحاد كلمة المسلمين مرة أخرى فشرع يعد العدة للحرب، ولتوجيه حملة صليبية جديدة بحجة حماية المسيحين من أذى المسلمين. ولعل سليما كان يفكر في استئناف خطته لتفح الغرب يوم رجع إلى (أدرنة) سنة ١٥١٨م غير أنه لم يلبث أن توفي وهو في طريق عودته إلى (استانبول) في ٢ - أيلول - سبتمبر - سنة ١٥٢٠ م.

ورقي ابنه (سليمان - الذي اشتهر بالقانوني) عرش المملكة بدون معارضة. وانصرف أول ما انصرف إلى تحقيق أخطر ما تركه له أسلافه من مهام، وذلك بالاستيلاء على الحدود الشمالية. وتمكن العثمانيون بقيادة السلطان، من احتلال بلغراد (سنة ١٠٢١ م) , ثم إن سليمان اختصر بعد هذا النصر الحملة الشمالية ابتغاء إنفاذ خطة أبيه الأخيرة الهادفة إلى فتح (رودس)، حيث كان فرسان القديس يوحنا لا يزالون يمدون حملات القراصنة النصارى العائثين فسادا، بالمساعدة. وفي نهاية تموز (يوليو) سنة ١٥٢٢، ضرب العثمانيون الحصار على القلعة. ولكن قائد المنظمة الأكبر لم يستسلم إلا في ٢١ كانون الأول - ديسمبر - بعد أن تكبد الجانبان المتصارعان خسائر مريعة. وبعد أن منح حرية الإنسحاب لجميع الفرسان، وتعهدت الدولة العثمانية بالمحافظة على سلامة أشخاصهم وممتلكاتهم، وبإسقاط الجزية عن أهل الجزيرة الأصليين - وهم نصارى - خمس سنوات كاملة.

كانت السياسة الإفرنسية تقوم على مناهضة أسرة (هابسبورغ) (١) الملكية، وبذلك خطا (السلطان سليمان) خطوات


(١) أسرة هابسبورغ: (MAISON DE HABSBOURG) عائلة ألمانية تكونت في =

<<  <  ج: ص:  >  >>