بها يسمع الناقوس من نحو فرسخ ... ومن لغة الكفار عنه تراجم
وفي كل يوم صيحة من خيولها ... ينوح لها الإسلام، والشرك باسم
زهى واعتلى التثليث فيها ونكست ... لما دهم التوحيد منه الغمائم
فقيض للفتح المبين مهندا، رقيق ... الشبا، صلب الصفيحة، صارم
إمام سقى الكفار كأس منية ... لهم شبه بالنمل والسيف حاطم
لقد صال فيهم صولة هاشمية ... فأمرهم في الحرب حيران واجم
وعاد (لوهران) السنية ريها ... وحن إليها عهدها المتقادم
٨ - ومن أرجوزة للشيخ (أبو عبد الله محمد التغيرلي) من مدينة الجزائر في تاريخ تحداث وهران:
الحمد لله الذي قد فتحا ... وهران من أيدي الرجال الصلحا
وقهر القوم اللئام الفجرة ... ورفع الإسلام فوق الكفرة
في مدة السلطان فخر الناس ... (أحمد) خاقان أبي العباس
من ملك البرين والبحرين ... ومصر والشام بدون مين
للحرمين خادم طول المدى ... دام انتصاره على جمع العدا
يا سائلا عما بوهران ظهر ... من أخذها وفتحها كما اشتهر
أخذها الكفار بالثبات ... مما رويناه عن الثقات
سنة أربع وعشرة مضت ... من بعد تسعمائة قد كملت
فمئتان مع خمس سنين ... عدد مكثها بأيدي المشركين
ثم بعد العزم من الإله ... قد جاءنا الفتح بنصر الله
ففتحت سنة تسعة عشر ... ومائة من بعد ألف تعتبر
في سادس العشرين من شوال ... صبيحة الجمعة خذ مقالي
عن يد من قد صير الجزائر ... جنة كل قاطن وزائر
محمد بكداش فخر الدولة ... وحسن صهره عالي الصولة (١)
(١) (حرب الثلاثمائة سنة) أحمد توفيق المدني ص ٤٣٨ - ٤٤٢ - و٤٦٦ - ٤٧٢.