ومعه مصطفى البيرقدار رضوخه للعناصر المقاومة للإصلاح. وعندما تعرض للهزائم المتتالية أمام القوات الروسية وخسر (نيقو بوليس وسيلستره وروسجق) واضطر إلى توقيع صلح (بوخارست في ٢٨ أيار - مايو سنة ١٨١٢) وهو الصلح الذي اعترف فيه بنهر البروت حدا فاصلا بين روسيا ودار الخلافة والذي أعلن فيه التزامه بعدم أي توسع جديد في المستقبل، وجد أن الفرصة قد باتت سانحة للمضي في إصلاحاته، غير أنه كان ملزما على التحرك بحذر بسبب مخاوفه من حرب يشنها (نابليون) على حدود البلاد الإسلامية، وبسبب الثورات المتفجرة في أوروبا. فمنذ سنة (١٨٠٤ م) كانت بلاد الصرب قد أعلنت الثورة بقيادة (قره جورج - قره يوركي) التي قدمت دعما كبيرا لروسيا في حربها ضد العثمانيين مقابل دعم الروس لهم من أجل الاستقلال. ثم تابع (قره جورج) حربه ضد الخلافة العثمانية، ولكن الهزائم التي نزلت به أرغمته على الفرار إلى النمسا. فقام مقامه (ميلوش اوبرنوويج). وفي سنة ١٨٢٠ اندلعت نار الثورة اليونانية التي أذكتها الحماسة الأوروبية - الصليبية -. وأدت هذه الثورة إلى تعقيدات كبيرة بسبب منافسات الدول العظمى على استثمارها. وكان من أبرز نتائجها، حرمان بلاد الخلافة العثمانية من إقليم له أهميته العظمى (من الناحية الجيو - استراتيجية ومن الناحية الاقتصادية والبشرية). وتبع ذلك ظهور ثورات في الروم إيلي والأناضول غير أن الخلافة العثمانية نجحت في القضاء على هذه الثورات، واستعادت هيبتها في الإقاليم. وبرهن جند الإنكشارية في هذه المعارك جميعها على ضعفهم وقصورهم. وأفاد (السلطان محمود) من فترة الانتظار والهدوء، فأسند معظم مناصب الدولة إلى رجال أكفاء ومخلصين. وأقدم بعد ذلك على الخطوة الحاسمة في