ربيع سنة ١٨٢٦م حيث أصدر أمره بإنشاء جيش نظامي جديد أطلق عليه اسم (معلم اشكنجي) أي (الحرس المدرب) وذلك بعد أن اتخذ التدابير الوقائية اللازمة تحت حماية الجيوش الأناضولية التي كان حاكم (بيقوز - أو بكقوز) قد حشدها على الضفة الشرقية من البوسفور. واستخدم لتدريب هذا الجيش المدربين الذين أرسلهم محمد علي والي مصر لهذه الغاية. وأمكن للسلطان أن يكتسب إلى جانبه ضباط الإنكشارية، فأقروا خططه الإصلاحية، في حين ازدادت معارضة من دونهم من الجند لهذا الإصلاح شدة وحدة. وحدد يوم ١٨ حزيران - يونيو ١٨٢٦ موعدا لعرض الجيش في (كآغد خانه) قرب استانبول. ولكي يحول الإنكشارية دون هذا العرض، فقد أعلنوا العصيان قبل موعد العرض بثلاثة أيام، واكتفوا بادىء الأمر بالمطالبة بإلغاء قوانين التدريب المستحدثة للجيش الجديد. ولكن السلطان أمر - بموافقة العلماء - بأن تنشر الراية النبوية - وكأنه يبغي قتال فئة من الكفار. وأوعز إلى الجيش، بعد أن حشد على وجه السرعة، بتطويق الإنكشارية في (آت ميدان) القائمه تجاه ثكناتهم، ولفظ المفتي اللعنة عليهم، ومن ثم دارت رحى مجزرة لم يسلم من هولها أحد منهم، وقتل نحو الألف من الإنكشارية في الأقسام الأخرى من المدينة وألقيت رايتهم ولباسهم المميز أي القلنسوة في الوحل وهدمت ملاهيهم ومقاهيهم التي ألفوا التردد عليها. ليس ذلك فحسب، بل حلت الطريقة (البكتاشية) المتصلة بالإنكشارية، كما حلت فرق الإطفاء والحمالين ذات الصلة الوثيقة بها. ولم تغفل الدولة رجال المدفعية وحرس البوسفور، الذين تعلقوا هذه المرة بأهداب الولاء، على الرغم من أنهم كثيرا ما أيدوا الإنكشارية وتضامنوا معهم، فقضت على كل امرىء منهم آنست