للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه ميولا مويدة للإنكشارية.

كانت المنافسة الاستعمارية الإفرنسية - الإنكليزية قد قطعت شوطا بعيدا في مجال التوغل في المشرق الإسلامي، ولم تكن حملة نابليون على مصر، وتدمير الأسطول الإفرنسي في أبي قير، سوى مظهرا من مظاهر هذه المنافسة (للسيطرة على تجارة الشرق - عبر طريق الهند) وقد أخذت فرنسا في انتهاج سياسة السيطرة على الشرق من خلال والي مصر (محمد علي) الذي وجه قواته إلى اليمن، وبذلك وجدت بريطانيا نفوذها مهددا بشكل قوي، ووجدت طريق الهند مقطوعة. وعلى كل حال، فإن صراعا متباينا في الحدة كان يجري - منذ سنة ١٨١٧ م - بين القبائل اليمنية وبين القوة العسكرية المحدودة للحاكم الإنكليزي في (مخا). وعند وصول الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا نفسه، أرسلت بريطانيا الكابتن (سادلر) بسرعة من بومباي - في سنة ١٨١٩ - ليتابع عن قرب العمليات العسكرية ويبحث عن وسائل تعاون (إنكليزي - مصري) لإعادة الهدوء إلى البلاد. وكان الباب العالي ومحمد علي قد أدركا المطامع الاستعمارية الكامنة وراء هذا المسعى. فكتب السلطان إلى والي مصر محذرا من النوايا الانكليزية في ١٥ تشرين الأول - نوفمبر - ١٨١٩. رسالة جاء فيها: (تهدف السياسة الإنكليزية - بالنسبة للقضية اليمنية، إلى أن تحتل تدريجيا بعض المواقع من أجل التمهيد لغزو محتمل لهذه المنطقة وإيجاد الوسائل للتدخل في شؤنها) (١) ومع ذلك، فقد تدخلت بريطانيا بقواتها ضد (مخا)


(١) MOUSTAPHA FAHMI. EMPIRE EGYPTIEN SOUS MOHAMMED ALI ET LA QUESTION D'ORIENT, PARIS ١٩٣٠ P.٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>