للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا البلد لإقامة علاقات ودية مع حكامه. وهناك كثيرون من جمعية الكتاب المقدس في بريطانيا يهتمون بمستقبل هذا البلد. وعندما رأى سموه موقفي الجدي، غير لهجته وطمأنني بشكل معبر إلى أنه قد تخلى منذ الآن عن كل مطمع فيها، وذلك بالرغم من أن هذه المنطقة تغص بالذهب وبالأحجار الكريمة، وبالرغم أيضا من أن غزوه لها مضمون وذلك حتى لا يتورط ولو للحظة واحدة مع حكومتنا) (١).

ظهر بوضوح أن (محمد علي باشا) والي مصر، كان يخشى إنكلترا، ويحسب حسابها، ولهذا فإن إنكلترا لم تعد تهتم بتطوير العلاقات الإفرنسية وهذا ما كتبه القنصل الإنكليزي في الإسكندرية في رسالة له يوم ١٩ حزيران ١ يونيو ١٨٢٧، جاء فيها ما يلي:

(ما هي القيمة السياسية لصداقة الباشا للإفرنسيين؟ إنها، حتى ولو افترضناها نتيجة شعور بالعرفان، بسبب النعم والعلاقات الشخصية فماذا يمكن أن تساوي؟ فلنتركهم إذن يتمتعون بسلام بكل فوائد محبة (محمد علي) ما دمنا قادرين على السيطرة عليه بالتخويف: هذا ما يجب أن يكون أساس سياستنا. ضعوا قوة إنكترا الهائلة في كفة الميزان، وضعوا حب الباشا للمتملقين والمتزلفين الإفرنسيين في الكفة الأخرى، وسترون كفة من سترجح؟ ..) (٢).

لقد ترافقت سياسة المنافسة هذه، بمشاريع تقسيم الإمبراطورية العثمانية، ولم يعد الحديث عن تقسيم تركة (الرجل المريض سريا


(١) Ibid: PP. ٦٦ - ٦٨.
(٢) E.B.BARKER SYRIA AND EGYPT UNDER THE LAST FIVE SULTANS OF TURKEY .P.P.٥١ - ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>