للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ١٨٢٣، انتهى محمد علي من مرحلة التنظيم، ووقف يستعرض قواته الجديدة وإلى جانبه قنصلا فرنسا وانكلترا.

(كانث الحكومة الإفرنسية تنظر دائما بعطف كبير، وتشجع باستمرار هذه النهضة المصرية. وقد أرسلت إلى محمد علي بعد ذلك بأسابيع قليلة بعثة عسكرية استقبلها محمد علي بترحيب كبير. وكانت الحكومة الإفرنسية تهدف من وراء ذلك إلى توجيه مجرى الأحداث لخدمة مصالحها، وقد وصلت البعثة إلى الإسكندرية بقيادة الجنرال (بوير) في ٢٤ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٨٢٤ م. وفي السنة التالية (أب - أغسطس - ١٨٢٥) كان عدد ضباط البعثة قد ارتفع إلى الضعف تقريبا. وكان الجنرال (بليارد) الذي تفاوض مع المراجع العليا بصدد هذه البعثة قد أعطى الجنرال - بوير - تعليمات ذات مغزى مستقاة من نصائح الوزارة الإفرنسية) (وكان على - بوير -أن يقنع محمد علي بعدة مبادىء وأن يجعله يتصرف بشكل يكسب فيه عطف أوروبا المسيحية. وهكذا فقد كان عليه أن يحمله على إعادة النظر بحملة المورة التي كانت تستنزف قوته العسكرية الناشئة بدون طائل، وتجعله على تعارض مع سياسة أوروبا المسيحية. فهو إذا ما حشد قواه من أجل إعادة البناء الداخلي عن طريق إصلاح البنى القائمة، فقد يجعله ذلك يحقق كسبا أكثر في نظر - العالم


= تدريب الوحدات الجديدة في الجيش المصري. واعتنق (سيف) الإسلام في حزيران (يونيو ١٨٢٤ ليؤكد انصهاره الكامل في النظام، غير أن معاونيه الإفرنسيين الآخرين مثل (بلانا ودومرغ وكادو وكيسون وغيرهم) لم يحتذوا حذوه. وقد أسند هذا قيادة الفرق والكتائب الجديدة إلى قادة مرتزقة من الإفرنسيين والإسبانيين والإيطاليين وسواهم. وأصبح (سيف) مستشارا لإبراهيم باشا في كافة حروبه. (المرجع: أوروبا ومصير الشرق العربي - جوزف حجار ١٢٠ - ٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>