للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الافاقون والمغامرون لتجربة حظهم في مصر، وعندما حذره المقربون إليه من الاختيار المتسرع للأجاب أجابهم: (إنني أعرف أنه بين الخمسين شخصا الذين يأتون ليعرضوا علي خدماتهم هناك تسعة وأربعون يمكن اعتبارهم حجارة كريمة مزيفة. إلا أنني لا أستطيع أن اكتشف الجوهرة الحقيقة الوحيدة بينهم دون تجربتهم جميعا، إني أشتريهم كلهم، وعندما أكتشف العنصر الحقيقي بينهم فإنه يعوض علي الخسارة التي سببها لي الآخرون) (وأرسل محمد علي عشرات الطلاب في بعثات خارجية - إلى فرنسا بصورة خاصة - وسافرت البعثة الأولى المكونة من أربعين طالبا سنة ١٨١٨ م. ونظمت إدارة ومراقبة الطلاب إلى الجغرافي جوزيف أيوب، أستاذ اللغة العربية في ثانوية (سانت لويس الكبير) وكانت الدراسة مجانية على نفقة الحكومة وتشمل كافة الاختصاصات. وكان محمد علي ينتظر عودة المتخرجين الأوائل من أوروبا، ووصول اتباع سان سيمون الإفرنسيين لكي ينظم وزارة التعليم العام. وأقام مطبعة بولاق التي بقيت منشوراتها ذات شهرة في تكوين الثقافة العربية المعاصرة، والتي وضع أمامها الكاهن (دوم رافائيل) إلى جانب ترجمات لأفضل الكتب الإفرنسية والإنكليزية).

وفي مجال تنظيم الجيش، اعتمد محمد علي على ضابط فرنسي قديم اسمه (سيف - وعرف في التاريخ العربي باسم - سليمان باشا) (١) ثم أقام المدارس العسكرية لكافة الاختصاصات. وفي نهاية


(١) سيف (SEVE) واسه جوزيف (JOSEPH) ضابط إفرنسي، خدم في روسيا وغروشي وواترلو. حتى إذا رجعت الملكية إلى فرنسا، بقي بدون عمل طوال ثلاث سنوات في فرنسا، ثم يمم شطر مصر، فقدمه المهندس المعماري (باسكال كوست) إلى محمد علي، الذي ألحقه في خدمته كمهندس أولا، ثم عهد إليه بعد ذلك بمهمة =

<<  <  ج: ص:  >  >>