لمحمد علي. فتم بذلك تكليفه بحكم هذه المنطقة الثائرة حكما فعليا. وفي العاشر من شهر تموز التالي، كان إبراهيم باشا - ابن محمد علي - يبحر من الإسكندرية بأسطول مؤلف من (٦٣) بارجة و (١٠٠) زورق نقل وبجيش قوامه (٦٠) ألف رجل. وكان يرافق إبراهيم باشا هيئة أركان نصفها أوروبي، ونصفها شرقي. وأمكن لهذا الجيش أن يقضي على الثوار اليونانيين، ويدمرهم مع مدربيهم ومعاونيهم وأنصارهم الأوروبيين - واهتمت أوروبا بهذا التطور الذي أحبط سياستها الرامية إلى تحرير اليونان، ودفعت الدول الصليبية الكبرى، للمرة الأولى منذ مائة عام، على التشاور والتحالف للقيام بهجوم مضاد. وكان إمبراطور روسيا - نيقولا - هو أول من استثمر هذا التحالف فوجه إنذارا مباغتا إلى الخليفة العثماني يوم ١٧ آذار - مارس - ١٨٢٦م طالبه فيه بجواب حاسم خلال ستة أسابيع، وإلا فسيقطع العلاقات الديبلوماسية ويحمله كل العواقب المترتبة على مثل هذا الإجراء. وفي يوم ٨ أيار - مايو - وجدت تركيا نفسها مرغمة على القبول بفقرات هذا الإنذار الذي كان يقضي بمنح مقاطعات مولدافيا وفالاشيا وصربيا البلقانية استقلالها الذاتي. وفي أثناء ذلك كان الاتفاق الروسي الإنكليزي قد رسم بالضبط حدود هذا الاستقلال الذاتي الذي فرض على الباب العالي، تحت طائلة تدخل مسلح تشترك فيه فرنسا أيضا، وكان يقصد من وراء ذلك إيقاف تقدم الجيش المصري الذي كان يستعد لمهاجمة أثينا بعد أن احتل (ميسولونجي).
تابعت القوات العثمانية - المصرية القضاء على ثورة المورة، وأرسل السلطان دعما إلى (إبراهيم باشا) يتكون من (٤) آلاف