والاستمرار في تشجيع مصر على المضي بسياستها الاستقلالية. فعينت (دوفيتي) صديق الباشا القديم قنصلا عاما في الإسكندرية. ووصل (دوفيتي) إلى الإسكندرية في ٦ كانون الثاني - يناير - ١٨٢٨. وهو محمل بالهدايا الملكية من قبل حكومته , ومنذ ذلك الحين، أصبح يتتبع محمد علي في كل تنقلاته وذلك بهدف استمالته وإدخاله ضمن المخططات التي كان يراد منه أن ينفذها. وكانت المسألة تتعلق بتشجيع الباشا على الاستقلال وعلى القيام بتشجيع من فرنسا، بحملات يمكن أن تبعث من جديد لصالحه، نفوذ وحقيقة الإمبراطورية العربية، القومية.
لقد أراد الحلفاء تحطيم مقاومة السلطان العثماني من خلال التدمير المتعمد والمنتظم للأسطول العثماني في (نافاران) غير أن هذه الهزيمة جعلت السلطان أكثر تصلبا في موقفه. فأخذت الدول الأوروبية التي فشلت بإقناع السلطان (بفضائل السلم) بالتوجه إلى محمد علي للإفادة منه كأداة لإقناع السلطان. وأخذ محمد علي في كتابة رسائل إلى السلطان وإلى أصدقائه بالديوان، بضرورة الجنوح إلى السلم (بحجة بناء القدرة الذاتية) وفي رسالة له جاء ما يلي: (لقد سبق وكتبت إليك بأن مصيرنا مرتبط بخيط واه، وقصدت بهذا بالضبط أن أعالج العواقب الخطيرة التي تتهدد وجود الأمة ووجود الدين الإسلامي. أما بالنسبة للكرامة التي تذكرها فإنها لا تعطى بل تؤخذ بالأفعال التي تجهد النفس، إذا صح التعبير، وهي تقضي بالعمل على تقوية الدولة وتنمية مواردها وقوتها بمجهود كبير لا يعيقه شيء ... وفي مثل هذه الظروف فإن القبول بالسلام يبرز كواجب يأمرنا به مثل محمد ذاته (ص) في حروبه مع أعدائه. إن السلام يصبح أمرا ضروريا في حالة