فقد نصح محمد علي بالبقاء على الحياد في هذا الصراع:(ليس عندي في الوقت الحاضر أية تعليمات أريد أن أبلغك إياها سوى أن في استطاعتك أن تقول لباشا مصر أن روسا ليس لها أي مطمع لا في مصر ولا في تركيا، وأن رغبتها الوحيدة هي أن ترى السلام وقد عاد عن طريق وضع حد للآلام التي تحاصر اليونان. وأن الوسيلة الوحيدة التي تراها الدول الكبرى الثلاث هي في الاعتراف لليونان بكيان سياسي يضمن لها العيش بهدوء. وأن باشا مصر، يحسن صنعا لخيره وخير الإنسانية بالوقوف على الحياد في هذا القتال إذا ما قدر له أن يستأنف).
تجدر الإشارة إلى تلك الحاشية التي أضافها الأميرال الروسي - هايدن - في رسالته إلى قنصل بلاده في الإسكندرية - والتي جاء فيها:(أن حوالي عشرين سفينة مصرية تركت عمدا، بمنأى عن نيران الحلفاء وذلك لكي يثبتوا لمحمد علي أن نواياهم لم تكن عدائية لمصر عندما دخلوا الميناء) وفي مطلع عام ١٨٢٨ أبلغ الأميرال الروسي (هايدن) حاكم مصر محمد علي، بعزم الحكومة الروسية الأكيد على إقامة علاقات طيبة معه، كما كان الحال قبل الأزمة - لكونه هو شخصيا مستعد للقيام بأي شيء للحفاظ على (حسن التفاهم) ورغم ذلك فقد كان وضع محمد علي يزداد صعوبة، إذ كان عليه التوفيق بين مقتضيات الطاعة للسلطان، وبين مقتضيات مصالحه الخاصة. وكانت إنكلترا قد أوفدت إليه العقيد (الكولونيل كرادوك) ليقنعه بسحب جيوشه من المورة نهائيا. كما كان هو نفسه يؤكد أنه سيكتب إلى السلطان بهذا الموضوع، وأنه سيستعمل التعابير الحازمة للحصول على نتيجة مرضية. وكانت فرنسا تريد بدورها إزالة أثار (هزيمة نافاران)،