الشرق في مطلع تشرين الثاني - نوفمبر - وإذ توقع حكام مصر وسوريا هياج الجماهير، أصدروا الأوامر المشددة لحماية القناصل وجاليات التجار الأوروبيين. وقد نقل القنصل الروسي في الإسكندرية هذه الوقائع إلى حكومته بتاريخ ١٣ كانون الأول - ديسمبر - ١٨٢٧. وأضاف أن خبر الهزيمة لم يحدث النتيجة المرجوة: أي أن يرضخ السلطان لمطالب الحلفاء. وكانت ردة الفعل الأولى لمحمد علي عند قراءته هذه الأخبار أن هتف قائلا:(الأقوياء دائما على حق). وبعد هذا بقليل - أي في يوم ٢٧ كانون الأول ديسمبر - كان القنصل الروسي - بزوني - ينقل إلى الأميرال - هايدن - الذي كان في - مالطا - الحالة النفسية لمحمد علي بقوله:(... إن حدث نافاران لم يوثر على نفسية محمد علي، وأنه أفاد من هذه الفرصة ليكرر بأنه، بصفته طائعا لإرادة السلطان، لا يأسف لفقدان سفنه، وأن الخليفة سيجده دائما مستعدا لبذل كل الجهود الممكنة لمساعدته إذا ما قرر استئناف الحرب، أما بالنسبة للنكبة التي حلت بأسطوله في نافاران فأشار الباشا بكل برود إلى أنه كان يتوقع هذا) وعندما اطلع القنصل محمد علي على ما نشرته الصحف عن قضية نافاران، وعن العدوان الذي قام به الأتراك، أعلن هذا الأخير (بأن هذا العدوان لم يصدر عن هؤلاء، ولكن الأقوياء يريدون دائما أن يكونوا على حق) لم يفصح محمد علي للقنصل، وهو الدبلوماسي المحنك، بكل ما كان يفكر به، بالرغم من أن هذا الأخير كان مكلفا من قبل الأميرال الروسي - هايدن - بتاريخ ١٧ كانون الأول - ديسمبر - بالتأكيد له بأن الدول الكبرى لم تكن تريد شيئا بشكل مباشر من مصر، ولا من الإمبراطورية العثمانية، ولكنها كانت ترمي فقط إلى منح الاستقلال الذاتي لليونان، لذلك