أكتوبر - ١٨٢٧ حتى كان الحلفاء قد دمروا القدرة الحربية العثمانية، ونفذوا العمل الذي بدأته المحالفة المقدسة سنة ١٥٧١م. وكان ضياع هذه القدرة البحرية هو نقطة التحول الحاسمة في الصراع الإسلامي - الصليبي. إذ أنها فصلت ما بين المشرق الإسلامي - والمغرب الإسلامي والذي كان البحر وسيلة الاتصال الأساسية فيه. وخسر العثمانيون أكثر من مائة بارجة وسفينة لم يكن من السهل تعويضها.
استجاب الباب العالي لهذا الهجوم الوحشي الذي تم في رابعة السلم، فاستولى على جميع القطع البحرية الأجنبية الراسية في القرن الذهبي. وبعد مفاوضات فاشلة، غادر ممثلو الحلف الثلاثي (إستانبول). غير أن الحرب على الباب العالي لم تعلن، وبدأتها روسيا في أيار - مايو - ١٨٢٨ م بعد استعدادات ضخمة. وعلى الرغم من ذلك فقد عجزت الجيوش الروسية في السنة
الأولى عن إحراز أي نصر، سواء في البلقان، أو في القبق (القوقاز)، فلما كان ربيع سنة ١٨٢٩ تولى الأمير (ديبتش) قيادة الجيوش الروسية في أوروبا. فحاصر (شملا) التي أوقفت تقدمه من قبل، وتابع تقدمه حتى (أدرنة) حيث فرض شروط معاهدة الصلح على السلطان في ١٤ - أيلول - سبتمبر - ١٨٢٩ م. وتخلى العثمانيون بموجب هذه المعاهدة للروس عن جزر الطونة (الدانوب) والمقاطعات التركية الواقعة في (القبق - القوقاز) وأرغم السلطان أيضا على الاشتراك في معاهدة لندن، فأجبر بذلك على الاعتراف باستقلال اليونان.