معركة (اسطاوالي) بما يلي: (قامت القوات الجزائرية يوم ١٠ حزيران - يونيو - ١٨٣٠ بهجوم شامل على امتداد الجبهة - وكان لا بد من القتال للدفاع عن كل شبر من الأرض، وخوض الصراع خطوة فخطوة. حتى أمكن في النهاية صد العرب عن الوصول إلى الهدف الذي يريدونه.
لقد كانت الأرض مقطعة بالخنادق المتتالية، وكان لا بد من صدهم عند كل خندق. لقد أخفى العرب مدافعهم خلف السياج وبين الأنقاض والجدران المتهدمة والغياض الكثيفة. وأقاموا كمائنهم هنا بزمر صغيرة يتراوح عدد أفرادها بين ستة أو ثمانية من القناصة - مهرة الرماة - فكانوا يعيقون تقدم قواتنا بكفاءة. ولم يكن أمرا نادرا أن تجد النساء وحتى الأطفال عند بطاريات المدفعية وهم يعملون على تلقيم الأسلحة التي كان الرجال يستخدمونها للرمي بدقة عالية وبحذر كبير. وبذلك كانت تتضاعف قدرتهم القتالية). (واعتبارا من هذه اللحظة انطلق الجنود الإفرنسيين لعمليات انتقام وحشية. فعملوا على قتل الجرحى والإجهاز عليهم، وتشويه القتلى، وكان الجنود الجزائريون يفضلون الاشتباك بالسلاح الأبيض - الخناجر أو المدى - والموت بنتيجة ذلك عن الاستسلام للإفرنسيين). وعندما وصلت القوات الإفرنسية إلى ضواحي الجزائر، بدون مقاومة تذكر، انطلقت القوات الإفرنسية لأعمال التدمير المثيرة والإبادة الوحشية والتي وصفها (كلوزول) بقوله: (عند الوصول إلى المنازل الريفية، كانت قواتنا قد اجتاحتها ودمرتها وقتلت كل السكان الذين اختبؤوا فيها أو لجؤوا إلى الغياض المجاورة. وكان لا بد لمن يقع بصره على مشاهد الإبادة من أن يشيح بوجهه نفورا منها. ولم يحاول أحد إيقاف هذه الفوضى أو