للجزائر إذا ما ذكر أن عدد المقاتلين الذين حشدوا في الجزائر هو (بين ٥٠ و٧٠) ألفا. من أبناء الجزائر، وعلاوة على ذلك، فقد كان حكام الجزائر يلتمسون تجنيد المقاتلين من الأناصول لدعم قدراتهم القتالية في حروبهم التي لم تكن تتوقف، وعلاوة على ذلك كله، فكثيرا ما كان أهل الجزائر يثورون على حاكمهم التركي عندما كان هذا الحاكم يجأر بالظلم، أو يسلك سلوكا يتنافى مع قواعد الشرع. ويظهر من خلال ذلك، أو من خلال الشواهد الكثيرة أنه لا مجال للمقارنة أبدا بين الحكم التركي العثماني في الجزائر والذي كان يعمل لمصلحة العرب المسلمين، وبين هذا الحكم الأجنبي (الصليبي) الذي جعل من أهدافه محاربة المسلمين. ويكون من الطبيعي أن يشعر الإفرنسيون بوضععهم الغريب عند مقارنة حكمهم بحكم الأتراك المسلمين فيوجهون الاتهام إلى الإسلام كعامل أساسي في التحريض ضد الاستعمار الإفرنسي الصليبي. ومن الطبيعي بعد ذلك كله، أن تكون العلاقات بين الأتراك المسلمين والجزائر الإسلامية علاقة وطيدة صهرتها في سداها ولحمتها دماء الشهداء من الطرفين وهم يسقطون معا تحت راية (الجهاد في سبيل الله) على امتداد أكثر من ثلاثة قرون ..
على كل حال، لم تكن (طائفة اليهود) سوى فئة مستخدمة لتنفيذ المخطط الاستعماري، ولم تكن (فئة الأتراك - الكراغلة) أكثر من فئة أيضا حاول المخطط الاستعماري الإفادة منها واستثمارها ٠ وكذلك الأمر بالنسبة (لما أطلق عليه اسم حضر الجزائر، وهم الفئة المنحدرة من العرب الأندلسيين) حيث حاولت السلطات الاستعمارية استخدامهم مرحليا لتمزيق الجزائر إلى (ملوك الطوائف) يضرب