فيها فسادا ثم رجع إلى العاصمة (مكللا بالعار لا بالغار - كما يقول الإفرفسيون ذاتهم). كما قرر الدوق تعيين رؤساء جدد (شيوخ) على القبائل غير موالين للآغا (محيي الدين). فعين (ابن رباح) على قبائل بني موسى. وعين (سي حمود) على قبائل (بني خليل) وأبقى (الحاج المخفي) على قبائل الخشنة. وتجاوز (الدوق دورو فيغو) بعد ذلك هذه المرحلة فأخذ في الإعداد لتصفية قادة المقاومة، وأولهم (العربي بن موسى) قائد (بني خليل، و (مسعود بن عبد الواد) قائد (السبت). و (الآغا محيي الدين) على اعتبار أن هؤلاء القاده أظهروا باستمرار استعدادهم لتحريض العرب ضد فرنسا. وأراد استدراجهم إلى الجزائر، فكتب بتاريخ ٦ تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٣٢ إلى أهل البليدة، طالبا منهم إرسال وفد إلى الجزائر يضم هؤلاء القادة. فشعر الآغا (محيي الدين) بالخطر، وامتنع عن الذهاب وانضم إلى (الأمير عبد القادر الجزائري) على نحو ما سبقت الإشارة إليه. أما القائدان الآخران فقد راودتهما الشكوك، وشعرا بالمكيدة، فترددا بالذهاب واشترطا الأمان. وأرسل إليهما الدوق الأمان عن طريق صديقهما (الحاج المخفي) الذي لا يشكان في نيته. وجاء معهما المخفي إلى الجزائر. فتم اعتقالهما بمجرد وصولهما الجزائر، وألقي بهما في السجن. واحتج صديقهما (الحاج المخفي) كما أرسلت عرائض الاحتجاج من القبائل، غير أن الدوق جاء بقضاة حاكموهما ونفذ الإفرنسيون حكم الإعدام فيهما. وكان لاستشهاد (العربي بن موسى ومسعود بن عبد الواد) على هذه الصورة الغادرة دوره في زيادة غضب القبائل العربية. ونفذ حكم الإعدام في شباط (فبراير) عام ١٨٣٣ م - قبل شهرين من عودة (دوروفيغو) إلى باريس ثم موته في حزيران - يونيو - من السنة ذاتها.