يجب على الإفرنسيين الاتصال به مباشرة. وحمل (خوجة) رأي أعيان قسنطينة إلى الدوق، ثم رجع برسالة أخرى تحمل الشروط التالية:(دفع (٥٠) ألف دورو، واللازمة السنوية، وتعهدت فرنسا بالحصول على القفطان للحاج أحمد من استانبول، ولكنها تبقي حامية عسكرية في كل من عنابة وقسنطينة، ويظل ميناء عنابة في قبضتها) ولكن الحاج أحمد لم يقبل هذه الشروط، وأحال الإفرنسيين على السلطان العثماني.
وصل موفد استانبول (كمال بك) إلى قسنطينة عند هذه المرحلة، واستقبله الحاج أحمد استقبالا حارا. وفي اجتماع عام لأعيان المدينة ورؤساء القبائل والمسؤولين، خطب كمال بك، وقال بأن:(السلطان لم ينسهم، وأن عليهم بالصبر والإيمان، وقال أن السلطان يعمل على إبقاء إقليم قسنطينة تحت طاعته، وأن عليهم أن لا يقبلوا أي شرط بدون موافقه). وقد تأكد (كمال بك) على تعلق البلاد بالحاج أحمد، وعرف أن الرسائل التي ترد إلى استانبول من باي تونس لا تستند على الواقع، وعاد كمال إلى استانبول، وكتب إلى الحاج أحمد يعلمه أنه أطلع السلطان على الوضع، وأنه يعمل للوصول إلى حل لصالح الباي، ولكنه لم ينجح، وطلب منه أن يراسل السلطان عن طريق (سي الطاهر باشا) الذي أصبح حاكما لطرابلس.
علم الحاج أحمد بعد ذلك أن القيادة الإفرنسية قد حشدت قواتها في عنابة للقيام بحملة كبيرة ضد (قسنطينة) مستفيدة من فصل الشتاء (سنة ١٨٣٦ م). فخرج الحاج أحمد بقواته من عاصمة الإقليم وسار بها مسافة نصف يوم، وأقام معسكره عند مكان يدعى