(وادي الكلاب). وكانت قواته تضم (٥) آلاف فارس و (١٥٠٠) من الرماة المشاة. وقد التقى الجيشان في مكان يسمى (عقبة العشاري). فتظاهر (الحاج أحمد) بالتراجع إذ شهد التفوق الكبير لقوات عدوه، غير أنه لم يتوقف عن الاشتباك بهم واستنزاف قدرتهم وتكبيدهم الخسائر حتى دخل (قسنطينة). ونصب الإفرنسيون مدافعهم على جبل المنصورة وسيدي مبروك الذي يشرف على المدينة وبدأوا في قصفها. كان الجيش الإفرنسي بقيادة كلوزول. وكان الثلج والمطر يهطلان بغزارة. وحاول الإفرنسيون إرغام المدينة الباسلة على الاستسلام، غير أنهم فشلوا في محاولتهم، واضطروا إلى التراجع عنها وانطلق الحاج احمد على
رأس جيشه فطارد الإفرنسيين حتى (قالمة). وفي طريق عودته إلى قسنطينة، وجد عربات محملة بالمواد التموينية التي خلفها الإفرنسيون وراءهم. وقد كان لهذا الانتصار وقع كبير في رفع الروح المعنوية للمجاهدين ومواطني قسنطينة، كما أدى إلى عزل كلوزول واستدعائه إلى فرنسا. ورجع الحاج أحمد إلى المدينة بعد انتصاره الكبير، وبدأ على الفور بإعادة تحصينها والاستعداد للجولة التالية، إذ كان على ثقة بأنه لا بد للسلطات الإفرنسية من إعادة المحاولة والانتقام لهزيمتها السابقة. وعلم (الحاج أحمد) بوجود فئة كانت ترغب في تسليم المدينة إلى الإفرنسيين أثناء عملية القصف، فحكم على بعضهم بالإعدام. ثم أرسل إلى السلطان يعلمه بانتصار المسلمين ويطلب دعمه. وفي الوقت ذاته، أبرزت هذه الأعمال القتالية كفاءة اثنين - بصورة خاصة - من قادة الحاج أحمد، وأكدت قدرتهما وإخلاصهما وهما (ابن عيسى) الذي أصبح رمزا للمقاومة البطولية و (البجاوي) الذي أصبح خليفة (للحاج